لاشك بأن يوم أمس كان واحداً من أسوء الأيام في تداولات الذهب خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. تداعى الذهب بقوة يوم أمس بنسبة تقارب -2.5% حيث وصل الى مستويات 1264.15$ للأونصة وهذا أدنى مستوى للذهب منذ شباط / 2014 / الفائت. لابد من اعادة توضيح نقطة هامة أن هذه الخسائر قد لاتكون النهائية لأن تراجع الذهب كان نتيجة للمكاسب القوية في مؤشرات الأسهم العالمية عموماً والأمريكية خصوصاً بعد الأرقام الجيدة للاقتصاد الأمريكي المتعلقة بطلبات السلع المعمرة وثقة المستهلكين, كما أن هذه التراجعات القوية تشير بوضوح الى قيام بنوك وصناديث استثمار كبرى وصناديق تحوط بعمليات بيع وليس مجرد أشخاص.
ان العوائد على مؤشرات الأسهم تبدو مغرية الآن وهذا سيحد من ارتفاع الذهب مجدداً. كنا قد أشرنا الى نقطة هامة من قبل وهي أن العوامل الجيوسياسية التي رفعت الذهب خلال الأسابيع الفائتة كانت مؤقتة ومرتبطة بأزمة سياسية في الأساس وبالتالي تراجع تأثير هذه العوامل كان في غير صالح المراهنين على المعدن الثمين. للحكم على أداء الذهب خلال المرحلة القادمة ’ علينا مراقبة تطورات مؤشرات الأسهم العالمية ومدى قدرتها على تحقيق مزيد من الزخم قبل حدوث عمليات تصحيح سعرية متوقعة.