يبدو أنه لم يعد هناك مصداقية في الأسواق المالية و التقارير المالية و الإقتصادية ...سواء تلك الصادرة من الجهات الرسمية للبنوك المركزية للدول الكبرى أو تلك الصادرة عن بنوك مستقلة أو محلليها .. أو حتى صندوق النقد الدولي و وكالات أخرى مستقلة , ولم نعد ندري من نصدق , ولم نعد نعلم هل هناك انهيار للإقتصاد العالمي و أزمة جديدة أم أن الأمور بخير ؟؟
إذا , في يوم 7 و 8 من شهر يونيو أظهرت تقارير عدة بتحسن الطلب العالمي على السلع و تحسن أداء الإقتصاديات العالمية و خصوصا ثاني أكبر اقتصاد بالعالم الصين , فدفعت بالأسهم والمؤشرات إلى ارتفاعات جيدة ووصلت أسعار النفط إلى مستويات جديدة لم تصلها في أحد عشر شهراً ,
نلاحظ من الرسم المرفق وصول الأسعار إلى قمتها في بداية افتتاحيات أسواق أوربا يوم التاسع من يونيو إلا أن في اليوم ذاته بدأت تقارير أخرى تظهر في الأفق حيث هبط النفط الخام أكثر من دولار ونصف و هبط مؤشرالداكس قرابة ال 200 نقطة و تبعهم الداوجنز قرابة ال 100 نقطة , وهذا بدوره أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب قرابة 12 دولار إلى 1272.5 و هنا بدأت رحلة صعود الذهب المتسارعة و رحلة هبوط المؤشرات و النفط المدوية .
وهنا السؤال , مالذي غير وجه الأسواق المالية في يومين ؟ أفي يومين ينتقل اقتصاد العالم من جيد إلى سيء ؟
هذا و قد وجدت الأسواق حجة في مسلسل ( الراعي الكذَّاب ) الجزء الخمسين منه , وهو انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوربي , و كأن بريطانيا ستنفصل جغرافيا ! و قد شهدنا سابقا حالات مماثلة في انفصال اسكلتلندا عن بريطانيا , و انفصال اليونان أيام أزمتها , و التخوف من افلاس اسبانيا و تابعية ايطاليا لها , و كالعادة سيأتي يوم الثالث و العشرون من الشهر الجاري و لن يحدث شيئاً و ستهدأ الأسواق بعد أن تكون عملية اعادة توزيع الثروة قد مرت بنجاح , و انتقال رؤؤس الأموال إلى أيدي ((اللهو الخفي )) .
و لنأكد على كلامنا .. سنرى الأسبوع المقبل كل يوم تقرير مناقض للذي قبله و كل يوم اشاعة جديدة و تحرك قوي في الأسواق قد يصل إلى أكثر من 500 نقطة في اليوم للزوج الواحد .
التحليل الفني للذهب
لن نتعمق كثيرا في التحليل الفني هذه المرة , و ننوه إلى أنه لن يلعب التحليل الفني دورا كبيرا في الفترة المقبلة , حركة السوق ستتكون بناء على الإشاعات و التقارير المختلفة و الإحصائيات المتنوعية من وكالات الأنباء و الصحف و البنوك و خطابات القادة في الأسواق المالية .
حيث شهدنا يوم الخميس ارتفاعا قويا للذهب وصل إلى 1315 للأونصة لكن سرعان ما هبط بشكل قوي ليلامس مستويات 1277 بناء على بعض الاشاعات بتأجيل مدة الاستفتاء و قد تكون صحيحة أو لا .
وفي اليوم التالي وهو يوم الجمعة , لم تعد للملاذات الآمنة السيطرة في السوق حيث كان الين و الدولار و الفرنك في أسفل الهرم الاستعراضي للعملات , لكن الذهب أخذ مسارا آخرا و عاود الصعود ليغلق عند مستويات 1299 , ولم يذكر أي من المواقع الاقتصادية أو المحطات الاذاعية السبب في هذا الصعود إلا أننا نرجح أنه عبارة عن تخوف و تحوط من بعض المضاربين الذين يتوقعون افتتاح السوق على فجوات , بالأضافة إلى استفادته من ضعف الدولار , في حين أن السبب هو الباوند نفسه و المؤشرات إلا أن الباوند و المؤشرات أقفلت صاعدة و بقوة يوم الجمعة.وهذا ما لم نجد له تفسيراً.
عاودت أسعار الذهب الدخول ضمن نطاق العلم الصاعد الذي أشرنا إليه سابقا , و يستمد قوته من اعتباره ملاذا آمنا بالدرجة الأولى , مدعوما بالمتوسط المتحرك 20 و 50 , و ايجابية مؤشر ستوكاستيك , نذكر مرة أخرى أنه و باستمرار الهلع في الأسواق نتوقع أن يلامس الذهب مستويات 1330 كما هو مبين بالشكل , وقد يستمر لأهداف أعلى في حال ( الانفصال ) لأهداف خيالية قد تهدف إلى 1400 بناء على كلام بعض المطبلين إلا أننا نستبعد هذا كليا , و برأينا أنها فقاعة أخرى من فقاعات السوق و للذهب أهداف هبوطية جديدة قد تصل إلى أدنى من 1180 حال الإنتهاء من موجات الهلع السوقي و بتأكيد من جانيت يلين على رفع الفائدة في القريب العاجل .
ملاحظة: هذا المحتوى مجرد آراء وتحليلات المؤلف وليست توصيات مباشرة. القرار النهائي يعود للمستثمر والمضارب في تحديده الإتجاه.