استأنف النفط الخام مساره الهبوطي بالتزامن مع انخفاض المعادن الثمينة وسط تجاهل التّجار التوترات القائمة بين روسيا والغرب.
أبرز النقاط الأساسية:
- الذهب يتراجع الى مستوى 1360$ وسط تجاهل التّجار التوترات الأوكرانية
- النفط الخام ينخفض في ظلّ تدنّي فرص نشوء إنقطاع في الإمدادات
- من المحتمل أن تكون ردود فعل المعادن الثمينة أزاء بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي محدودة مع التركيز على اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي
استأنف النفط الخام مساره الهبوطي بالتزامن مع انخفاض المعادن الثمينة وسط تجاهل التّجار التوترات القائمة بين روسيا والغرب. هذا وتعتبر البيانات القادمة لمسح ZEW الألماني هامّة بالنسبة الى السلع نظرًا الى تأثيرها المحتمل على اتّجاهات المخاطر، في حين قد يبدي الذهب ردود فعل خافتة أزاء بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي في ظلّ تركيز التّجار على الأرجح على قرار الفائدة القادم لمجلس الاحتياطي الفدرالي.
هبوط المعادن الثمينة وسط تدنّي حدّة التوترات الجيوسياسية:
هوى الذهب الى مستوى 1360$ من جديد خلال الدورة الآسيوية اليوم وسط ابتعاد التّجار عن الملاذات الآمنة وتوجّههم نحو الأدوات ذات العائدات المرتفعة. جاء هذا التراجع في أعقاب الإرتفاع الحادّ الذي سجّله المعدن الأصفر وصولاً الى ذروة ستّة أشهر على مقربة من 1400$ يوم الجمعة. برز هذا الإتّجاه الصعودي على الأرجح نتيجة تنامي المخاوف الجيوسياسية المحيطة بأوروبا الشرقية.
ساهم الإستفتاء الهادىء الذي جرى خلال عطلة نهاية الأسبوع حول عودة شبه جزيرة القرم الى روسيا في التخفيف من حدّة مخاوف المستثمرين من احتمال نشوء نزاع مسلّح وبالتالي قوّض طلبات الملاذ الآمن على الذهب. مع ذلك، وبما أنّ حلّ المأزق لا يزال بعيد المنال، قد يقوّض أي تجدّد للأزمة ثقة المستثمرين ويدفع التّجار للتهافت من جديد على المعادن الثمينة.
تدنّي مخاطر انقطاع إمدادات الطاقة:
اعتبر تجّار النفط الخام التطوّرات الأخيرة التي حصلت على ساحة أوروبا الشرقية بمثابة تهديد بإمكانية إنقطاع إمدادات الطاقة من روسيا، ما أدّى الى تراجع عقود خام غرب تكساس الوسيط دون سعر 98.00$ في التداولات الأخيرة.
من المحتمل أن تعتبر بيانات مسح ZEW الألماني القادمة مهمّة بالنسبة الى السلع الحساسة أزاء النمو كالنحاس والنفط الخام نظرًا الى تأثيراتها المحتملة على اتّجاهات المخاطر. في هذا الإطار، شهد مقياس توقعات النمو الاقتصادي في أكبر عضو في منطقة اليورو تحسّنًا ملحوظًا في العام السابق، وستعزّز أي مفاجأة صعودية اتّجاه المخاطر وتوفر الدعم للنفط الخام.
بيانات التضخّم الأميركية تلوح في الأفق:
وسط تجاهل تجّار الذهب التوترات الجيوسياسية، من المحتمل أن يوجّهوا انتباههم نحو بيانات التضخّم الأميركية القادمة المرتقبة في الدورة القادمة. من الممكن أن ترسّخ أي قراءة تفوق التوقعات لمؤشر أسعار المستهلك التقديرات المحيطة بسياسة الاحتياطي الفدرالي وتصبّ لصالح الدولار الأميركي، الأمر الذي يلحق بدوره الضرر بالذهب. مع ذلك، ستكون تأثيرات الإصدار محدودة وسط تردّد التّجار حيال الإمتثال الى أي اتّجاه محدّد قبيل انعقاد اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي في وقت لاحق من الأسبوع.
التحليل الفنّي للنفط الخام: نحافظ على آفاق فنّية سلبية للنفط الخام وسط استمرار تداول السلعة ضمن إطار اتّجاه هبوطي قريب الأجل. جاء ذلك في أعقاب تشكّل نمط السحابة السوداء على الرسم البياني اليومي الذي حذر من مغبّة بروز انعكاس هبوطي. علاوة على ذلك، بات معدّل مؤشر التغيير يتواجد أكثر فأكثر ضمن منطقة سلبية، ما يدلّ على تنامي الزخم الهبوطي. وعقب اختراقها نزولاً دعم الشراء القائم على مقربة من مستوى تصحيح فيب 50% (98.30)، باتت السلعة تستهدف سعر 96.70$.
التحليل الفنّي لعقود الذهب: إنّ اختبار مقاومة خط الترند ومستوى 1392$ دفعا عمليات بيع الذهب للظهور وسط تشكّل نمط الإبتلاع البيعي على الرسم البياني اليومي. مع ذلك، لن نعتمد أي آفاق فنّية سلبية للسلعة قبل نشوء تحوّل ملموس في الإتّجاه. من المحتمل أن يتمركز دعم الشراء عند مستوى 1360$.
التحليل الفنّي لعقود الفضّة: يبدو أنّ التحرّكات الصعودية فقدت سيطرتها على الفضّة على مقربة من مستوى المقاومة المتمركز عند 21.50$ في التجارات الأخيرة، في ظلّ تبدّد دلائل التحوّل نحو اتّجاه صعودي. إنّ أي اختراق لما دون الدعم الرئيسي القائم عند 21.00$ سيعتبر بمثابة فرصة سانحة لدخول مواقع بيع جديدة مع تمركز هدف قمّة النطاق السابق عند 20.50$.