انه قادم، في البداية سيكون أمامنا شهر آب/أغسطس. ومع إقتراب الموعد النهائي للنقاش المرتقب والذي يثير المخاوف، حول نهج البتكوين، تراجعت العملة الافتراضية الرقمية المشفرة، وذلك مع تزايد إحتمالات الإنشقاق في السلسلة.
كلما كان السقوط أقوى
بعد أن حقق المستثمرون مكاسب بنسبة 800% على العملة الرقمية، من سعرها في شهر آيار/مايو 2015، والبالغ 20 دولار، أو حتى "فقط" 137% من أدنى أسعارها لشهر كانون الثاني/يناير عند 734 دولار، حان الوقت لتصحيح، وبأي نسبة يمكنك أن تتخليها.
البعض يذهب أبعد من ذلك، مشيراً إلى فقاعة أسهم قطاع التكنولوجيا الأمريكي في عام 2000، ويقارن تفاصيل تلك الفقاعة مع الوضع الحالي لجشع المستثمرين الهائل، ورغبتهم في تحقيق أرباح كبيرة وبشكل سريع.
إحذر التقلبات
في مقال بتاريخ 23 آيار/مايو، توقعنا إنخفاض البتكوين. في ذلك اليوم وصل السعر إلى أعلى مستوى له عند 2,474.7 دولار. ولكن بعد ذلك، إرتفع سعر البتكوين بواقع 23 نقطة مئوية إضافية، ليصل إلى 3000 دولار، بتاريخ 19 حزيران/يونيو، وفي ذلك التاريخ توقعنا مرة أخرى إنخفاض سعر العملة الرقمية. وكنا قد إقترحنا أنه نظراً لطبيعتها عالية التقلب، فإنه يجب إستخدام فلاتر من مضاعفات الرقم عشرة. هذا يعني أنه يجب علينا النظر إلى حركة سعرية بنسبة 20% في هذا الأصل العالي التقلب على أنها تعادل حركة بنسبة 2% بالنسبة للأصول العادية.
بتاريخ 13 تموز/يوليو، أكمل السعر نمط (رأس وكتفين)، وهو نمط يشير إلى تشكل قمة سعرية. بالنظر إلى الحركة السعرية بعد حدوثها، يبدو أن توقعاتنا بتاريخ 23 آيار/مايو هي التي شكلت الكتف الأيشر، وتوقعات 17 حزيران/يونيو هي التي شكلت بداية الكتف الأيمن، والذي بدأ تشكله بعد الإنتهاء من تشكل الرأس.
الذعر وموجة البيع الحادة
منذ ذلك الحين، انخفض السعر إلى ما دون مستوى المتوسط المتحرك اليومي 50 (الخط الأخضر) عند 2,514 دولار بتاريخ 9 تموز/يوليو، وإلى ما دون مستوى المتوسط المتحرك اليومي 100 (الخط الأزرق) عند 2,053 دولار بتاريخ 14 تموز/يوليو. يوم الخميس الماضي (13 تموز/يوليو)، حاول السعر مجددأ تجاوز منحنى المتوسط المتحرك اليومي 100، ولكن ملامسة ذلك الخط كانت بمثابة ملامسة سلك كهرباء.
لقد تعرض السعر لصدمة، كما تشكلت شمعة موجة عالية، فإرتفع السعر، ثم سقط، وفي النهاية أغلق قريباً جداً من سعر الإفتتاح، وهذا السلوك السعري هو بمثابة علامة على أن الذعر قد أصاب المستثمرين، الذين تحركوا في كل إتجاه مع إشاعة أو حتى شبه إشاعة. واليوم، وصل سعر العملة المشفرة إلى ما فوق مستوى المتوسط المتحرك اليومي 100، ولكنه لم يمكث طويلاً هناك، حيث عاد للهبوط من جديد. وعند إعداد هذا التقرير، عند الساعة 6:30 بالتوقيت الأمريكي الشرقي، يقف السعر عند مستوى 2052.80، وهو مستوى تحت المتوسط المتحرك اليومي 100 بمقدار 10 سنتات فقط.
قبل بضعة أسابيع، إشتعلت وسائل الإعلام بقصص مثيرة عن تراجع النفط بنسبة 20%، وكيف أن ذلك يعتبر (بشكل كلاسيكي) علامة على دخول السعر إلى مرحلة السوق الهابط. لكن إذا نظرنا إلى سعر الـ (بيتكوين)، سنجد أنه قد هبط حتى الان بأكثر من 40% من أعلى سعر له والبالغ 3,000 دولار إلى أدنى مستوىله بعد الوصول إلى تلك القمة، والذي كان قد سجله يوم الجمعة عند 1,759 دولار. ولكن كما ذكرنا أعلاه، فإن الطبيعة المتقلبة بشكلهائل لهذا الأصل المالي، تتطلب منا مضاعفة المقاييس بمضاعفات عشرية، وهذا يعني أننا بحاجة إلى إنخفاض بنسبة 200٪ حتى يكننا أن نقول أن العملة قد دخلت مرحلة السوق الهابط.
الحد الأدنى للسعر المستهدف
حركة حجمها 650 دولار من نقطة كسر خط الانعكاس عند مستوى 2,250، وهو ما يجعل الهدف 1,600 دولار، أو هبوط نسبته حوالي 29%. في حال تم الوصول إلى هذا السعر المستهدف، فإن سعر الـ (بيتكوين) سيكون قد إنخفض بمقدار 47%، مما يضعه في مكان عميق داخل السوق الهابطة بشكل تقليدي.
حركة العودة
يعتبر إرتفاع اليوم حركة عودة، وهو أمر يحدث بشكل كلاسيكي بعد نمط قمة (الرأس والكتفين)، حيث يعيدالسعر إختبار خط الانعكاس الذي أصبح مقاومة الآن، والذي يجري عند مستوى 2,300 دولار في الوقت الحالي.
لاحظ كيف كان حجم التداول يرتفع مع تقدم خط الاتجاه الصاعد، ولكنه تراجع – مما يشير إلى أن الطلب آخذ في الجفاف – منذ 11 حزيران/يونيو، عندما وصلنا إلى اعلى جزء "الرأس" من النمط المذكور. لاحظ أيضا أن صافي حجم التداول، وهو المقياس الذي يدل على إتجاه سعر حجم التداول، كذلك آخذ في الانخفاض. لقد تراجعت الحركات السعرية الصاعدة منذ الوصول إلى الرأس، في حين أن الحركات السعرية الهابطة كانت تزداد عمقاً منذ شهر آيار/مايو. وأخيرا، فإن مؤشر مُذبذب حجم التداول – الذي يطرح المتوسط المتحرك البطيء لحجم التداول من المتوسط المتحرك السريع له - يؤكد تراجع الزخم الخاص بحجم التداول.
إستراتيجيات التداول
سوف يطلب المتداولون المحافظون دليلاً على إكتمال عملية العودة. بشكل مثالي، فإن ذلك يحصل عند وصول السعر إلى خط العنق، أو خط الإنعكاس، مع إظهار علامات الضعف لتأكيد الحالة الفنية، وذلك على شكل ضعف في السعر، أو في حجم التداول أو الزخم. قديفضل المتداولون المحافظون وصول السعر إلى مستوى 2,300 دولار قبل الدخول في عمليات بيع، أوبطبيعة الحال، قد ينتظروا إستئناف الاتجاه الهبوطي، وهو ما سيكون هنالك إشارة عليه في حال كسر الدعم عند مستوى 1,575.2 دولار، الذي هو قاع شمعة الموجة العالية، التي شهدناها بتاريخ 15 تموز/يوليو - بما في ذلك إستخدام عمق السعر أو فلاتر الوقت – وسعر الإغلاق 1,910.9 دولار الذي يقع مباشرة تحت أدنى سعر ليوم 26 آيار/مايو والبالغ 1,913.2.
أما المتداولين المعتدلين، فسينتظرون، قبل القيام بعملية بيع تأكيد الهبوط الذي تشير له شمعة الـ (دوجي)، مما سيدلعلى ضعف الحركة الحالية، وذلك عن طريق إغلاق ثالث تحت المتوسط المتحرك اليومي لـ 100 يوم، أو تأكيد النمط الهبوطي لمؤشر التذبذب، مع ميلان نحو الأسفل، للقناة الهابطة.
وفي المقابل، فإن المتداولين العدوانيين قد يقومون بالدخول في عمليات بيع الآن، إلا أنهم سيكونون متسامحين في حال حدوث حركة عودة.
أما المتداولين العدوانيين للغاية، فإنهم سيقومون بعمليتا شراء الأن – عكس الإتجاه العام -على أمل أن يستفيدوا من حركة العودة، قبل الدخول في عملية بيع عندما يصل السعر إلى منطقة المقاومة، بحسب ما تم شرحه أعلاه.