يشهد المؤشر العام السعودي خلال الفترة الحالية ضغوط اقتصادية ناتجة عن استمرار تراجع أسعار النفط، والذي تعتمد المملكة على عائداته بنسبة 90% من إجمالي الميزانية، إلى جانب الضغوط السياسية والتي تلقيها الحرب على الحوثيون في اليمن والتي تكبد المملكة أيضا ملايين الدولارات يوميا.
هذان السببان قد تمخض عنهم مشكلة كبرى وهي ظهور عجز في الميزانية الأمر الذي دفع المملكة، إلى اتخاذ إجراءات تقشفية، منها زيادة أسعار الطاقة والعديد من الخدمات، إلى جانب احتمال توقف الإنفاق على مشاريع البنية التحتية العملاقة والتي كانت تقودها المملكة للوصول إلى الاقتصاد السعودي إلى النمو المستدام.
تقع المشكلة الكبرى في تراجع أسعار النفط، هي استمرار تراجع الطلب العالمي على الطاقة، والذي يؤثر فيه بشكل كبير استمرار تراجع طلب الصين على النفط (ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم) بسبب انكماش قطاع التصنيع، والذي كان السبب الرئيسي في صعود أسعار النفط خلال السنوات الماضية.
الوضع بالنسبة للمملكة ما زال في حدود مناطق الأمان بشكل كبير، كما أن قدرة المملكة المالية ما زالت قوية، ، وقادرة على استيعاب العجز المالي لعدد من السنوات، حيث تحتفظ المملكة باحتياطي نقدي يصل إلى 700 مليار دولار، وفي حال الوصول إلى حل سلمي أو انتهاء مهمة قوات التحالف في اليمن، فإن ذلك سوف يخفض بشكل كبير العجز الطارئ في الميزانية.
إن المخاوف التي باتت تسود أجواء المستثمرين وافراد القطاع العائلي في المملكة، هي في الحقيقة أكبر من مشكلة تراجع أسعار النفط، وبداية ظهور عجز في الميزانية، في الوقت الذي تشير فيه التوقعات، أن ترتفع حدة المخاوف لدى المستثمرين خلال الفترات القادمة مع ارتفاع أسعار بعض السلع والخدمات في المملكة، وهو ما سوف يؤثر بشكل سلبي على أداء السوق السعودي خلال الفترة القادمة ليدفعه إلى مزيد من الهبوط.
التحليل الفني للمؤشر
يواجه مؤشر السوق السعودي حاليا مستوى دعم نفسي قوي ألا هو مستوى 700 نقطة، الذي سبق المؤشر باختبارها ثم عاد مرة أخرى إلى الارتداد فوقه للجلسة الرابعة على التوالي، حيث أغلق المؤشر تداولات اليوم على 7066 نقطة بعد أن فشل في اختراق لأعلى مستويات 7100 نقطة.
في ظل الضغوط السلبية الناتجة من الناحية الاقتصادية والناحية الفنية والناتجة من ضغط المؤشرات الفنية بشكل سلبي على المؤشر، نشير إلى أنه في قيام السوق السعودي باختراق لأسفل مستويات 7000 نقطة نتوقع أن يستهدف المؤشر بعدها مستويات 6922 نقطة، ثم مستويات 6800 نقطة، والتي نتوقع أن يشهد المؤشر بعدها إعادة اختبار مستويات 7000 نقطة مرة أخرى.
بالنسبة للمؤشرات الفنية فنلاحظ ظهور إشارات سلبية على كلا من مؤشر الماكد، ومؤشر القوة النسبية الذي يتواجد حاليا عند مناطق التشبع بالبيع، إلى جانب ظهور إشارة سلبية على مؤشر معد التغير، في حين يواصل مؤشر السوق السعودي تحركه تحت المتوسطات المتحركة.
ملحوظة: بقاء مؤشر السوق أعلى مستويات 7000 نقطة قد يدفعه إلى إعادة اختبار مستويات 7173 نقطة، ومستويات 7200 نقطة، ولكن تظل النظرة السلبية قائمة بشكل كبير.