يبدو أنّ الغموض بات يخيّم على آفاق الدولار الأميركي بعد أن دفعت ردود الفعل التي ظهرت يوم أمس أزاء البيانات الاقتصادية "المؤيّدة للتقليص" العملة المعيارية الى الهبوط بشكل مفاجىء.
في الساعات الأربع والعشرين الماضية، كانت تحرّكات الأسعار مثيرة للريبة. كان التركيز منصبًا نحو البيانات الاقتصادية الأميركية وسط ترقّب أي دلائل على إمكانية بدء بنك الاحتياطي الفدرالي بتقليص برنامج التيسير الكمّي خلال اجتماع سياسة سبتمبر.
علاوة على ذلك، ارتفعت القراءة الرئيسية السنوية لمؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو بشكل يتطابق مع التوقعات، بينما تزايدت ارقام إعانات البطالة الأسبوعية بشكل مفاجىء. بشكل عام، يبدو أنّ هذه النتائج تعزّز سيناريو التقليص.
أبدى مؤشر S&P500ردود فعل كان البعض ليرجّح تبلورها، إذ دفعت آفاق سحب الحوافز المؤشر الى بلوغ قاع خمسة أسابيع. كان من المتوقّع أن يصبّ مناخ مماثل لصالح الدولار الأميركي على نطاق واسع. في هذا الصدد، يشير تخفيض التيسير الكمّي الى بروز تحوّل في آفاق السياسة النقدية، الأمر الذي يحدّ من تهديد تدنّي قيمة الدولار ويعزّز جاذبية الأخضر.
مع ذلك، ما حدث هو العكس وسط تراجع العملة الأميركية مقابل نظرائها الرئيسيين.
تساهم هذه العوامل في إحكام الغموض سيطرته على الأجواء في الأسواق المالية مع حلول الساعات الأخيرة من أسبوع التداول. إنّ افتقار الجدول الاقتصادي للبيانات خلال الدورة الأوروبية يدفعنا مجدّدًا للتركيز على المفكّرة الأميركية، حيث من المرتقب صدور أرقام بدايات السكن لشهر يوليو وتصاريح البناء، الى جانب التقديرات الأوّلية لمقياس ثقة المستهلك لشهر أغسطس الصادر عن جامعة ميشيغان.
من المتوقع بروز تحسّن على الأصعدة كافة، وهو أمر يرسّخ فرضيّة تطبيق التقليص في شهر سبتمبر. مع ذلك، لا تزال تأثيرات هذه النتائج المترتّبة على الدولار الأميركي غامضة في ظلّ المناخ الراهن.
EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="683" height="324">