لم تشهد أسعار السلع تغييرات تذكر أوائل الدورة الأوروبية، وسط تقييم المستثمرين السلّة الإيجابية لأرقام الميزان التجاري الصيني التي نشرت في عطلة نهاية الأسبوع، الى جانب التدخّل الغربي المحتمل في النزاع القائم في سوريا واستمرار التخمينات المحيطة بلجوء بنك الاحتياطي الفدرالي الى تقليص الجولة الثالثة من التيسير الكمّي. أوردت الصين ارتفاع الصادرات بنسبة 7.2% على أساس شهري في أغسطس، وهو الإزدياد الأكبر في أربعة أشهر متجاوزة توقعات تزايدها بنسبة 5.5%.
دفع هذا الإصدار البورصات الآسيوية الى الإرتفاع بيد أنّ أوروبا كانت متردّدة في تعقّب هذا التقدّم وسط بدء مجلس الشيوخ الأميركي الإستعداد للتصويت على قرار التدخّل في سوريا وسط اتّهامات استخدامها للأسلحة الكيميائية. تخشى الأسواق من أنّ التدخل الخارجي سيؤدّي الى اتّساع رقعة النزاع وعدم استقرار الشرق الأوسط بمجمله، الأمر الذي يدفع الى انقطاع الشحنات وتقويض الإنتعاش العالمي.
لا تزال الرهانات المحيطة بسياسة الاحتياطي الفدرالي في دائرة الأضواء قبيل أسبوع واحد على اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لهذا الشهر. الأنظار تتّجه نحو خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية سان فرانسيسكو جون ويليامز. وفي حين لا ينضمّ ويليامز الى الأعضاء المصوّتين في مجلس الإحتياطي الفدرالي هذا العام، يعتبر خطابه وجلسة الأسئلة والأجوبة الأخير في صفوف المسؤولين قبل إعلان السياسة النقدية في الأسبوع القادم. إنّ اي تخفيض طفيف في عمليات شراء الأصول هذا الشهر سيكون مقدّرًا، ليقع التركيز على الخطوات المستقبلية.
في حال اعتمد السيّد ويليامز نبرة حذرة وعارض اعتناق نهج تقليص مستدام للحوافز في نهاية العام، سيوفر هذا الأمر الدعم للمعادن الثمينة والسلع كالنفط الخام والفضّة وسط انتعاش شهية المخاطر. غنيّ عن القول إنّه ستترتّب عن النبرة المتفائلة التأثيرات المعاكسة. هاذ وتتداول العقود الآجلة لمؤشر S&P500 على ارتفاع قبيل افتتاح الأسواق في وال ستريت، ما يدلّ على هيمنة المناخ المحفوف بالمخاطر. مع ذلك، تشكّل المسألة السورية عاملاً رئيسيًا، في وقت باتت الأسواق حسّاسة للغاية أزاء التطوّرات.
التحليل الفنّي للنفط الخام: تختبر الأسعار المقاومة القائمة في المنطقة المتراوحة بين 109.66 و110.32، وهي ذروة إقفال فبراير 2012 وتوسّع فيبوناتشي 50%، التي يستهدف تجاوزها فيب 61.8% المتواجد عند 112.23. يتمركز دعم الأجل القريب عند 108.40، وهو فيب 38.2%، يليه توسّع 23.6% عند 106.04.