تشير آخر التقارير الصادرة بشأن المفاوضات النووية بين ايران والدول الغربية الى تحقيق تقدم جدي وملموس وهذا يعني أنه بالامكان الوصول الى اتفاق تاريخي مع نهاية الشهر الجاري. في المجمل تبدو الأخبار جيدة لكنها قد لاتكون بنفس السوية لمنتجي النفط حول العالم.
تعتبر العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران من قبل الدول الغربية واحدةً من أهم التفاصيل الحيوية في المفاوضات, حيث لايوجد لدى ايران انكشاف قوي على الأسواق العالمية الآن وخاصةً فيما يتعلق بمخزونها الثمين المتمثل بالنفط الايراني. ووفقاً لمنظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية تمتلك ايران القدرة على انتاج أربعة ملايين برميل نفط يومياً وهذا مايعني أن ايران ستصبح بلا منازع ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك بعد السعودية والعراق.
تنتج ايران حالياً مايقارب المليون برميل نفط يومياً وبسبب العقبات المفروضة تبدو صادراتها النفطية مكلفةً وعالية المخاطرة. بناءً على المستويات الحالية للانتاج لدى منظمة أوبك والتي تقارب ثلاثين مليون برميل نفط يومياً " اضافةً الى الأداء الاقتصادي العالمي المتباطئ وخاصة من الصين التي تشكل ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم, بناءً على هذه المعطيات فاننا قد نتوقع ألا تتحسن مستويات الطلب العالمي على النفط على الأقل للأشهر الثلاثة القادمة. تبقى مستويات المعروض النفطي مرتفعة كما أن تحسن الأسعار خلال الشهرين الفائتين دعم مرةً أخرى انتاج النفط الصخري من الولايات المتحدة الأمريكية .
لكن أوبك بلا شك ستدافع عن حصتها وهذا ربما ما سيدفع السعودية الى الابقاء على الحصص الحالية وعدم الرغبة بتخفيضها.
أن مزيداً من النفط الايراني الى الأسواق ان حدث سيعني مزيداً من الضغوط على الأسعار حتى أنها قد تكون أرخص. ستكون أسعار النفط تحت ضغط حقيقي وقد يكون تراجع أسعار النفط قريباً جداً هذا اذا لم تتسع دائرة الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أو مايسمى "داعش".