سجّل الدولار الأسترالي ارتفاعًا وجيزًا عقب الأرقام الأفضل من المتوقّع لمؤشر أسعار الممستهلك للفصل الثالث، بد أنّ هذا التحرّك سرعان ما انعكس وسط اجتياح نفور المخاطر الأسواق المالية. كما هوى الدولار النيوزيلندي المرتبطة تجارته بالمخاطر وسط تراجع بورصات الأسهم الآسيوية والأوروبية.
عزت وسائل الإعلام هذا التحرّك الى ارتفاع معدّل سوق المال الصينية، مع قلق المستثمرين أزاء تداعيات تشديد الشروط التمويلية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم المترتّبة على النمو. إنّ ظهور عمليات جني الأرباح عقب الإرتفاع الحادّ الذي شهدته المخاطر في اليوم السابق (الناجم عن بيانات العمل الأميركية الضعيفة) ساهم على الأرجح بتوليد التصفيات. أمّا الين الياباني والدولار الأميركي، فقد تفوّقا في أدائهما على خلفية تزايد الطلبات على الملاذات الآمنة.
أظهر محضر اجتماع السياسة النقدية لبنك انجلترا لشهر اكتوبر عدم حصول أي تغيير على التوافق بالإجماع الذي يبديه الساسة حيال إبقاء معدّلات الفائدة ثابتة والحفاظ على القيمة المستهدفة لبرنامج شراء الأصول عند 0.5% و375 مليار جنيه استرليني تباعًا. أشار المصرف المركزي الى أنّ الضعف الذي تشهده سوق العمل يتبدّد بسرعة أكبر بقليل من المتوقع ولكنّ أعضاء لجنة السياسة النقدية أجمعوا على عدم الحاجة حاليًا الى تشديد السياسة أو توسيع مساعي الحوافز.
وكما ناقشنا في وقت سابق، إنّ البيانات الاقتصادية الأخيرة المخيّبة للآمال مقارنة بالتقديرات دعمت الآفاق الحذرة للمصرف المركزي. كانت الأسواق أكثر تفاؤلاً هذه المرّة. بناء عليه، سنرصد عن كثب أي فرص بيع جديدة لزوج الإسترليني/دولار بعد أن أقفلنا مواقع البيع على خسارة طفيفة إثر إقفال الزوج فوق مستوى 1.6172.
يفتقر الجدول الاقتصادي نسبيًا الى البيانات خلال الساعات القادمة، إشارة الى أنّ اتّجاهات المخاطر ستبقى المحرّك الرئيسي للأسعار في ما تبقى من اليوم. هذا وتتداول العقود الآجلة لمؤشر S&P500 على انخفاض قبيل افتتاح الأسواق في وال ستريت، ما يدلّ على استمرار هيمنة نفور المخاطر. يشير ذلك الى أنّ الدولار والين سيواصلان ارتفاعهما مقابل العملات الرئيسية الأخرى.