سجّل اليورو أداءًا متباينًا في الأسبوع السابق حيث بقيت التطوّرات التي تطرأ على مسألة الميزانية الأميركية تشكّل المحفز الأساسي لتحرّكات الأسعار في صفوف فئات الأصول المتواجدة في العالم. استفادت العملات المرتبطة تجاراتها بالسلع بالشكل الأكبر بما أنّ خطر العجز الأميركي تلاشى في عطلة نهاية الأسبوع على الأرجح وخسر اليورو -0.45% و-0.16% مقابل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي تباعًا. أقفل اليورو/دولار على انخفاض بحوالى -0.10% ولكن شهد بعض الإنتعاش يوم الجمعة إشارة الى أنّ التوترات الأميركية قد تصبّ في نهاية المطاف لصالح اليورو.
وفي أعتاب كسر الجمود المالي في الولايات المتّحدة، وسط إشارة الدلائل حاليًا الى بروز حلّ خلال الأجل القريب بشأن سقف الديون وإنتهاء الشلل الحكومي في أوائل الأسبوع القادم، سيتحوّل التركيز نحو استمرار الجولة الثالثة من عمليات شراء الأصول البالغة قيمتها الشهرية 85 مليار دولار عندما يجتمع بنك الاحتياطي الفدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر. يبقي ذلك منحى العائدات الأميركية ثابتًا اعتبارًا من أكتوبر حتّى ديسمبر، وهو أمر يلحق الضرر بالدولار الأميركي.
وعلى خلاف الدولار الأميركي، لم يعد اليورو يتعامل مع إصرار المصرف المركزي على التيسير النقدي المفرط. في وقت سابق من الشهر، أشار البنك المركزي الأوروبي الى إمكانية اعتماد جولة جديدة من عمليات إعادة التمويل البعيدة الأجل في حال عادت الأزمة الى الواجهة من جديد، وبالتالي يعتبر الركود الذي شهددته الأنشطة الاقتصاية في أشهر الصيف طبيعيًا.
هذا الأسبوع، ستظهر البيانات الاقتصادية المرتقبة مدى تباطؤ الإتّجاه الاقتصادي وإذا ثمّة أي تسارع في الوتيرة. سيتبيّن ذلك بين مسح ZEW لشهر اكتوبر الذي سينشر الثلاثاء وبيانات التضخّم لشهر سبتمبر في منطقة اليورو التي ستصدر الأربعاء.
من المتوقع أن يتسارع التضخم في منطقة اليورو ولكنّه لا يزال متدنّيًا على أساس سنوي. تبيّن البيانات الصادرة عن كريدي سويس إمكانية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الى +0.5% من +0.15، على الرغم من ترجيح تراجع القراءة السنوية الى +1.1% من +1.3%.
ترسم هذه الأرقام صورة قاتمة على الأساس السنوي بيد انّ الأساس الشهري، في حال تطابق مع التوفعات- سيشير الى تحسّن النمو. سيبرز ذلك بالطبع قبل يوم على صدور مسوحات ZEW في منطقة اليورو وألمانيا، التي من المرجّح أن تتحسّن. سيصبّ ذلك لمصلحة اليورو في حال أظهرت البيانات جميعها- مسوحات ZEW ومؤشر أسعار المستهلك- استقرارًا او تحسّنًا طفيفًا خلال الاجل القريب، ما يعيد إحياء الأمل المحيط بإنتهاء الأزمة. في المقابل، إنّ أي قراءات ضعيفة ستلقي بثقلها على اليورو.
وفي حين يبدو انّ النمو الاقتصادي يشهد تحسّنًا في المملكة المتّحدة، ثمّة سيناريو يفيد بأنّ النمو الاقتصادي العام سيكون دون ذروة العام 2013. ولكن لطالما هنالك دلائل على استمرار الإنتعاش الاقتصادي، ستكون لليورو فرصة للتسارع صعودًا مع بقاء البنك المركزي الأوروبي على الحياد. EUR/USD الرسم البياني اليومي" title="EUR/USD الرسم البياني اليومي" width="680" height="320">