أنهى اليورو الأسبوع السابق في منتصف قائمة العملات ذات الأداء الأفضل، ولم يحقّق مكاسب أو يتكبّد خسائر تفوق نسبة +/- 1.30%، إذ يمكن القول إنّ الأسبوع المذكور كان بمثابة عملية غسل بالنسبة الى العملات الرئيسية. تمثّل السؤال الذي كان ينبغي على اليورو الإجابة عنه بالتالي: هل ساهمت الدلائل الإضافية على تحسّن النمو في تعزيز اليورو؟ في الواقع، فشل اليورو في تحقيق مكاسب ملحوظة ولا يزال يناضل للتماسك على الرغم من دلائل الإنتعاش التي تبعث بها اقتصادات الدول التي تشكّل عصب الاتحاد الأوروبي ومحيط منطقة اليورو.
وعلى الرغم من خسارة اليورو/دولار -0.10% فقط (وصولاً الى 1.3329$)، وسط اكتساب اليورو/ين +1.26% (وصولاً الى 130.00 ين)، من الواضح أنّ التحسّن الذي تختبره البيانات الإقليمية لا يساهم في ترسيخ التفاؤل أزاء العملة الموحّدة، أقلّه بالقدر نفسه الذي يوفره للجنيه الاسترليني، الذي كان صاحب الأداء الأفضل في اغسطس (وهو ذات الأداء الأفضل في الأسبوع السابق وسط اكتسابه +0.94% مقابل اليورو).
يعتبر استمرار الإفتقار الى الإيجابية بمثابة مدعاة للقلق في ظلّ مناخ يجب أن تكون فيه البيانات داعمة للغاية، إذ تبدي الأصول بإستثناء اليورو ردود فعل، ما يجعل العملة الموحّدة على وجه الخصوص حساسة أزاء أي أنباء سلبية. يوم الجمعة الواقع فيه 16 أغسطس، هوى الفارق الكامن بين عائدات السندات الأسبانية وتلك الألمانية المستحقّة في عشرة أعوام ما دون 250 نقطة للمرّة الأولى منذ أغسطس 2011، بيد انّ اليورو لم يظهر أي ردود فعل. في الأعوام الماضية، كان يعتبر تدنّي هذا الفارق بمثابة محفز إيجابي لليورو.
وفي حين يشير عدد من البيانات الاقتصادية الهامّة الى بروز انتعاش ناشىء، ففي حال كان اليورو يرغب في البقاء مستقرًا، من الضروري إذا صدور بيانات إضافية تظهر تفوّق الاقتصاد على توقعات الأسواق. هذا الأسبوع، تتوافر فرصة مماثلة وسط ترقّب حلول عدد من الأحداث ذات الأهمّية المتوسّطة، وفقًا للجدول الاقتصادي التابع لدايلي أف أكس.
ستصدر الأرقام الأوّلية لمؤشر مدراء المشتريات لشهر أغسطس لألمانيا ومنطقة اليورو ككلّ يوم الخميس، وسيكون الحدث الأساسي الرئيسي الذي سيرصده تجّار اليورو والذي من شأنه تعزيز حدّة التذبذبات. بشكل عام، تشهد أرقام مؤشرات مدراء المشتريات في المنطقة- من إيطاليا الى ألمانيا وصولاً الى أسبانيا- تحسّنًا. تعتبر مسوحات مؤشرات مدراء المشتريات بمثابة مقياس قوّي ومؤشر رائد بالنسبة الى الناتج المحلي الإجمالي، وسيشير استمرار تماسك المقاييس فوق مستوى 50.0 الى تحسّن طفيف في أوضاع النمو.
ومرّة جديدة، وفي ظلّ بروز دلائل إيجابية على تحسّن اقتصاد منطقة اليورو، نحن لسنا في صدد ترقّب البيانات الحالية إنّما ردود الفعل أزائها؛ في حال تجاهل اليورو تحسّن آفاق النمو، لن توفر حينئذ الصورة المشرقة للنمو الناشىء الكثير من الدعم للعملة المشتركة. في حال جاءت أرقام مؤشرات مدراء المشتريات دون التوقعات، سيتبدّد عندئذ المحفز الكامن وراء التفاؤل المحيط بمنطقة اليورو، وستضرب موجة من الضعف اليورو.EUR/USD Daily chart" title="EUR/USD Daily chart" width="718" height="324">