انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي بشكل حاد جداً، وهذا بعد أن قام الفيدرالي الأمريكي بالحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستويات ما دون 0.25%. السبب وراء انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي الحاد هذه المرّة هو أن العديد من المتداولين كانوا يتوّقعون حصول رفع في الفائدة، حيث أشار الفيدرالي الأمريكي شهر 7/2015 الماضي بأن هنالك احتمال 50% بان يتم رفع الفائدة، لكن هذا اليوم، اظهر الفيدرالي الأمريكي قلقه الكبير تجاه مستويات التضخم، وكأن الفيدرالي كان يشير إلى أن مستويات التضخم المنخفضة جداً قد تسبب الدمار!
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بقوّة كبيرة نحو أدنى مستويات له منذ الـ 26 من شهر 8/2015، وقد اندفعت العملات الأجنبية صعوداً أمامه. حقق مؤشر الدولار الأمريكي الأعلى هذا اليوم عند 95.52 قبل أن ينخفض بقوّة لمستويات 94.50 تقريباً، وما زال الضغط السلبي ملموس.
ما لفت النظر في الفيدرالي الأمريكي اليوم هو أن الفيدرالي أشار إلى إن أحد أسباب انخفاض مستويات التضخم هو الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الأمريكي، ومثل هذه الكلمات جعلت المتداولين يرون بأن أحد أسباب ترك الفائدة عند المستويات الحالية هو الدولار القوي، إلى جانب أن الفيدرالي أظهر قلقه تجاه الاقتصاد الدولي، وقد فهم المتداولون ذلك على أنه إشارة إلى أنه بدأ يقلق من خفض سعر صرف اليوان.
إشارات الفيدرالي الأمريكي إلى أن السياسات المالية والنقدية “متكيّفة” في الفيدرالي الأمريكي، كانت دافعاً لمزيد من الضغط، حيث أن هذا فهمه المتداولون على أساس انه إشارة لاحتمال عدم رفع الفائدة لحين بداية ارتفاع التضخم.
من هنا، شهدنا قفزات صاروخية في سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي وسعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي وكذلك العديد من العملات الأخرى، ومن المحتمل ان تبقى الإيجابية قائمة خلال الفترة المقبلة في ظل تعديلات ظهرت في توقعات الخبراء والمتداولين في الأسواق المالية، مما قد يسبب إعادة تسعير سلبي لسعر صرف الدولار الأمريكي.