لقد كان اجتماع لجنة السوق المفتوح في ينك الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس الأربعاء مجرد محطة أخرى على درب قصة هذا السوق الصاعد. في مقالاتنا السابقة، قمنا بالحديث مراراً وتكراراً، وقد حان الوقت لكي نطرح نحن الأسئلة عليكم.
الجزء التفاعلي: أنه دورك!
- هل تشعر بالقلق حيال تحركات بنك الإحتياطي الفيدرالي؟
- هل أنت قلق بشأن الأسواق؟
يرجى الإجابة (بصراحة) في التعليقات، فهذا هو الجزء التفاعلي من تقريرنا لليوم.
أم بالنسبة لجوابنا، فهو كالتالي: إذا كنت تشعر بالقلق، فهذا أمر طبيعي تماماً.
إن الأغلبية تشعر بالقلق تجاه الأسواق، والكثيرون قلقون بشأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. فالتضخم آخذ في الانخفاض، ورغم ذلك فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستمر في خططه لتشديد السياسة النقدية. وهذا يمكن أن يُدخل الاقتصاد الأمريكي في دوامة الانكماش.وقد يؤدي ذلك بدوره إلى رفع المخاطر في أسواق الأسهم الأمريكية. لكن لم يحصل ذلك.في كل مرة ننظر إلى "العمل" الذي يجري في السوق، فإننا نحصل على قراءة صعودية.
إذا كنتم قد تصفحتم مقالاتنا السابقة، ستجدون أننا نهتم بمصطلح "العمل"، والذي هو أداة لقياس رد فعل السوق على الأخبار.لقد كان العمل هذه المرة صعودياً.
في البداية، لنناقش تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي التي جرت يوم أمس
نحن لسنا مندهشين لرؤية الحد الأدنى من رد فعل السوق على قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي أمس لأنه كان متوقعاً بشكل كبير جداً. فلقد قال أعضاء مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي في محضر الاجتماع السابق الذي صدر في 24 آيار/مايو، أنهم كانوا يخططون لتخفيض ممتلكاتهم من السندات المشتراة، على ان يبدأ ذلك "في وقت لاحق من هذا العام"، بينما كانت العقود الآجلة للصناديق الفيدرالية في بورصة (شيكاغو) تشير إلى إحتمال يقترب من 100٪ لرفع أسعار الفائدة. بأخذ هذين الأمرين في الإعتبار، فإنه يمكننا أن نقول أن رفع الفائدة كان أمراً محسوماً إلى أقصى مدى ممكن.
بالإضافة إلى ذلك، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع التوقعات الخاصة به حول الناتج المحلي الإجمالي وقام بخفض أهداف البطالة والتضخم للعام الحالي. المزيد من النمو، بالإضافة إلى تراجع التضخم، هو وضع صعودي للأسهم.
وبعد ذلك، قدم البنك توجيهات مفصلة حول الخطط المقررة لتخفيض محفظة السندات المشتراة التي يمتلكها، والتي وصلت إلى 4 تريليون دولار.
أهم ما نريد مناقشته مما ورد في المؤتمر الصفي لرئيسة البنك السيدة (جانيت يالين)
إن أهم ما تم التعليق عليه خلال المؤتمر الصحفي كانت حول "عمل" السندات. فلقد سأل أحد الصحفيين رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين)، عن رد فعل سوق السندات المحدود جداً تجاه الأخبار السيئة له، والتي كانت على هيئة إقتراب بدء تنفيذ البنك لخطته في التخلص من السندات التي يمتلكها. وقالت (يالين) عدة مرات ان البنك كان يتابع هذه التحركات لسنوات بهدف عدم مفاجأة أسواق السندات. وأكملت حديثها قائلة:
"ان الخطة تهدف بشكل واعي ومقصود الى تجنب خلق حالات قلق في السوق ... أنظر، بالطبع، اذاكان هنالك مفاجأة وكان رد فعل السوق كبيراً تجاه ذلك، فإن هذا أمر يجب علينا ان نأخذه بعين الاعتبار".
واستنادا إلى الدروس المستفادة من "نوبة الغضب" الشهيرة التي إجتاحت الأسواق في 2013،فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي يبدو حذراً جداً من أن لا يدفع الأسواق إلى صراع الموت. إن إستراتيجية البنك قد تم بناؤها حول الأسواق التي تظهر رد فعل غير سلبي. وهذا بحد ذاته، هو أمر صعودي.
إن القلق هو في الحقيقة طبيعة بشرية. الكثيرون من المتداولين يشعرون بالتوتر. ويمكنك أن ترى ذلك بوضوح إذا نظرت إلى عناوين الأخبار السلبية خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، بعد ما حصل من تراجع كبير في أسهم قطاع التكنولوجيا. ولكن، القلق ليس علامة على أن السوق على وشك أن يسجل قمة.
السلوك الصعودي لسوق الأسهم
صندوق (إس بي دي أر) الإستثماري المتداول، والمبني على مؤشر (ستاندارد أند بورز 500) - رسم الـ 5 دقائق
كما رأينايومي الجمعة والاثنين وخلال أيام أخرى كثيرة في هذه الرحلة الصعودية، إرتفع مؤشر (إس أند بي 500) يوم أمس، وحقق المكاسب عند الأغلاق (عبر الرسم أعلاه لصندوق إس بي دي أر). أولئك الذين يشعرون بالقلق لا يستمرون في إمتلاك الأسهم. العديد منهم قد أصبحوا خارج السوق. إن الصناديق الإستثمارية تقدم حالياً أداءاً ضعيفاً، لأن الكثير منها لم يقم بشراء الأسهم. كما أن مشاعر المستثمرين ليست صعودية.
علامتين أخرتين على أن المستثمرين قلقين ولم يدخلوا سوق الأسهم
لقد كانت القصة الوحيدة التي سمعناها في المؤتمر الصحفي يوم أمس هي أن السندات لا تتزحزح.المستثمرون لا يريدون التخلي عن أصولهم الخالية من المخاطر.
حتىمع التخفيض القادم، والذي يبلغ بضعة تريليونات من الدولارات في ميزانية الإحتياطي الفيدرالي من السندات والديون، لا يزال المستثمرون مصرون على التمسك بسنداتهم التي تعتبر إستثمارات خالية من المخاطر. ولكنلماذا؟الجواب ببساطة: لانهم قلقون. إن هذا الشعور هو أبعد ما يكون عن عقلية الأسواق عند القمم.
لننظر إلى السندات، عبر صندوق (تي إل تي) المتداول:
إن حاملي السندات يخشون من دخول سوق الأسهم في الوقت الراهن. أنهم غير جاهزون بعد للقفز على متن الأسهم. وطالما أن هذا هو الوضع الموجود، فإنه يبدو أن الأسهم لا يزال لديها الكثير من الاتجاه الصعودي.
لكن ماذا عن الأصول الأخرى التي تعتبر ملاذاً آمناً بشكل كلاسيكي، مثل الذهب؟نفس الشيء.
ومع ذلك، لا يتم التخلص من الذهب مع تخلي المستثمرين الواضح عن الأصول الموجودة في محافظهم، بهدف الإستعداد للمضاربة.
لقد حقق الذهب المكاسب خلال العام الحالي. وعندما يتحرك كل من الذهب والسندات إلى الأعلى، فإن ذلك يعتبر علامة على قلق المستثمرين، وليس شعورهم بالنشوة. هذا يخبرنا أن المستثمرين لم يدخلوا بعد أسواق الأصول المحفوفة بالمخاطر، وهذا أمر صعودي بالنسبة للأسهم.
الاستنتاج:
هناك ما يكفي من الأمور التي تسبب القلق، ولكن أي شخص يشعر بالقلق لا يملك ما يكفي من الأسهم لبيعها لدرجة يمكن ان تؤثر على الأسواق بشكل ملحوظ. وهذه حالة رائعة من "الأخبار السيئة" و "العمل الجيد". وبدوره فإن هذا هو عبارة عن علامة أخرى على أننا ما زلنا بعيدين عن قمة لسوق الأسهم. إن المستثمرين يشعرون بالقلق، ولكنهم لم يدخلوا بعد أسواق الأسهم. وفي مرحلة ما من هذا السوق الصاعد، سيتحتم عليهم ملىء محافظهم بالأسهم.ولذلك، فإننا لا نزال صعوديين بالنسبة لسوق الأسهم الأمريكية.
إفصاح: الأوراق المالية التي تتناولها مقالات شركة اليعازار للاستشارات ذ.م.م. تسترشد إلى منهجياتنا اليومية والأسبوعية والشهرية. لدينا نظرة يومية تتغير بشكل متكرر، والتي يتم إرسالها إلى أعضائنا المشتركين بالخدمات المميزة، والتي قد تختلف عما ذكر في التقرير أعلاه.
قد تكون أجزاء من هذا التقرير قد أصدرت في وقت سابق إلى المشتركين أو العملاء. إن جميع الاستثمارات هي عرضة للعديد من المخاطر، والتي يمكن أن تتسبب في فقدان رأس المال على المدى القصير أو المدى الطويل. هذه المقالة هي لأغراض إعلامية فقط. من خلال قراءة هذا فإنك توافق وتفهم وتقبل، أن تتحمل بنفسك كامل المسؤولية عن جميع القرارات الاستثمارية الخاصة بك، وأن تقوم بأبحاثك الخاصة، وأنك تخلي مسؤولية شركة اليعازار للاستشارات ذ.م.م.، والأطراف ذات الصلة بها، بشكل كامل من أي مسؤولية. يمكن لأي استراتيجية تداول أن تتسبب في خسارة الأموال، ويجب على كل مستثمر أن يفهم هذه المخاطر.