تقدّم الدولار مقابل معظم نظرائه الرئيسيين في الأسبوع السابق، ولكنّ هذا التحرّك لا يخبرنا القصّة الكاملة للعملة المعيارية. في الحقيقة، لم يشهد الأخضر تغييرات تذكر. يمكن فهم ذلك بطريقة أفضل عند النظر الى مؤشر الدولار داو جونز أف أكس سي أم الذي يظهر أكثر من أسبوع من الإزدحام. من منظور أساسي، واصل الدولار التداول من دون اتّجاه معيّن. فقد تدنّى عدد الأحداث الرئيسية المحفوفة بالمخاطر وتقلّص هوس السوق بتوقعات المعدّلات. مع ذلك، قد نجد شيئًا أكثر استفزازًا وقدرة على تولي زمام العملة: اتّجاهات المخاطر.
بإعتباره العملة الأكثر سيولة في العالم، يميل الدولار الى امتصاص التطوّرات الأساسية العابرة التي تتمتّع بتأثيرات محدودة على الأسعار ويجد محفزاته واتّجاهاته في أكثر المحرّكات المالية منهجية. منذ منتصف العام 2013 عندما وضع بنك الاحتياطي الفدرالي أهدافًا خاصّة للتغيير من السياسة الملائمة الى نهج التطبيع ورفع المعدّلات، باتت السياسة النقدية محرّكًا رئيسيًا. مع ذلك، وإذ نقترب أكثر وأكثر من الزيادة المحتومة لمعدّلات الفائدة، تضاءلت قدرة علامة التقييم الهامّة هذه على جذب الإنتباه.
كان قرار المصرف المركزي بالتخلّي عن أصعب أهدافه بمثابة العنصر الأكبر في تدنّي قدرة المحفز. بالتطلّع قدمًا، ستعتمد تأثيرات تخمينات المعدّلات على البيانات التي تؤدّي الى تغيير ملموس في التوقعات المحيطة بالتوقيت. على صعيد العقود الآجلة لصناديق بنك الاحتياطي الفدرالي، نجد انّ السوق تحافظ على تراجع ملحوظ في التوقعات الخاصّة لمجلس الاحتياطي الفدرالي أزاء المعدّلات. وفقًا للمعدّل الأخير للتقديرات الذي برز عقب اجتماع سياسة يونيو، من المرجّح وصول المعدّل المعياري الى 1.12% مع نهاية العام 2015 والى 2.50% مع نهاية العام 2016. مع ذلك، تقدّر الأسواق بلوغه 0.69% و1.69% تباعًا.
ستتمتّع الأحداث المحفوفة بالمخاطر المرتقبة في الأسبوع القادم بقدرة محدودة على تغيير توقعات المعدّلات بأي شكل من الأشكال. على صعيد البيانات، من المرتقب صدور مسح ثقة الاعمال الصغيرة ومبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المنتجين، الى جانب تقرير ثقة المستهلك الذي تنشره جامعة ميشيغان. وبما أنّه تطلّب الناتج المحلي الإجمالي للفصل الثاني واجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفدرالي لكي يتقدّم الدولار في نهاية يوليو؛ ستناضل هذه البيانات لإكتساب الزخم.
في غضون ذلك، من المحتمل أن يحكم المحفز الأساسي الآخر المهمين في سوق الفوركس سيطرته. في حين غالبًا ما تعتبر عائدات سندات الخزانة بمثابة مقياس جيّد لتوقعات معدّلات الفائدة؛ إنّها أيضًا انعكاسًا لثقة المستثمرين العالميين. كما باتت أدوات الدخل الثابت من الملاذات الآمنة وتستقطب التّجار عندما تتدنّى السيولة. إنّ فصل الطلبات على العائدات عن طلبات الملاذ الآمن أمر صعب. ولكنّ الوضعان يصبّان لصالح الدولار الأميركي.
خلال العام المنصرم، تساءل العديدون عمّا إذا كانت علاقة "المحفوف بالمخاطر- الخالي من المخاطر" قد انهارت. نظرًا الى الإرتفاع الأخير في قراءات التذبذبات لفئات مختلفة من الأصول وتنامي توحيد الخروج من بعض الأصول، بدأت الحشود تدرك أنّ ذلك الإرتباط لطالما تواجد... كان بكلّ بساطة ينتظر الإقتناع. وبما أنّ المقاييس كمؤشر تذبذبات الفوركس تظهر اتّساقًا في ارتفاعها وتنهار المؤشرات كأس أند بي 500 وصولاً الى مستويات أكثر أهمّية من الدعم، ستتزايد الشهية على الدولار.