نجح الدولار الأميركي في تحويل اختبار الإقفال عند قاع أربعة عشر شهرًا الى ارتداد ملحوظ في الأسبوعين المنصرمين. مع ذك، وبدون أي دعامة قوية للتحرّكات الصعودية، قد يكون "الإرتداد" كلّ ما يستطيع الأخضر حشده. ثمّة مستألتان رئيسيتان تعتمد عليهما العملة من أجل تحديد مصيرها: اتّجاهات مسارات المخاطر العالمية وتوقعات الأسواق للمعدّلات. كلّ منهما يستطيع قلب الموازين على صعيد العملة. مع ذلك، لا تزال القدرة والإحتمال غير متساويين بين الإثنين.
تعتبر السياسة النقدية النسبية المحرّك الأساسي الأكثر قدرة الكامن وراء الدولار الأميركي. في الأسابيع الأخيرة، صدر قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي، عدد من خطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي وسلّة من البيانات التي عزّزت الإطار الزمني لرفع المصرف المركزي معدّلات الفائدة لأوّل مرّة (منتصف العام 2015). على الرغم من ذلك، هوت عائدات سندات الخزانة. تراجع معدّل عائدات سندات الخزانة المستحقة في عشرة أعوام الى ما يقارب قاع السبعة أشهر.
كما تشكّك توقعات العقود الآجلة لصناديق بنك الاحتياطي الفدرالي (مشتقات تستخدم لقياس تحرّكات المصرف المركزي المستقبلية) بالمسار المتوقع لزيادة المعدّلات. بالنظر الى المنحى، أوّل زيادة للمعدّلات ليست مقدّرة حتّى أكتوبر 2015. وعلى غرار أي أمر في سوق الفوركس، وضع الدولار نسبي. وفي حين تخيّب الزيادة في أواخر العام 2015 بعض الآمال، بيد انّها لا تزال أكثر إيجابية من اليورو (تطبيق المركزي الأوروبي برنامج الحوافز)، الين (بنك اليابان لا يسحب برنامج التيسير) وغيرهما العديد من النظراء. وانطلاقًا من تقييم المقارنة هذا، نجد أنّ العائدات الأوروبية والآسيوية تشهد تراجعًا.
بالتطلّع قدمًا، ستعزّز السوق تخميناتها المحيطة بمسار سياسة بنك الاحتياطي الفدرالي. ثمّة العديد من الخطابات المقرّرة لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي، بيد أنّ البيانات قليلة. من المستبعد أن تتخذ المجموعة قرار يبتعد كثيرًا عن ما أقرّته في مارس على صعيد اختتام التيسير الكمّي والخطوة الأولى المحتملة للتشديد. كما سيرصد الدولار عن كثب أي تغييرات تطال سياسة نظرائه الرئيسيين. يعتبر توجّه البنك المركزي الأوروبي لتعزيز التيسير الكمّي في اجتماع يونيو بمثابة نقطة قوّة للأخضر من خلال زوج اليورو/دولار.
وفي حين ستبقى توقعات سياسة الاحتياطي الفدرالي بمثابة المسألة الأساسية بالنسبة الى الدولار، من الضروري رصد عن كثب المحرّك الأساسي الآخر الخامد في الوقت الراهن ولكن الذي من الممكن أن يظهر الى العلن بسرعة فائقة: اتّجاهات المخاطر. تواصل مشاعر الإطمئنان التزايد مع بلوغ التعرّض للأصول ذات المخاطر العالية/العائدات العالية" الحدود القصوى. تعتبر هذه بمثابة مكوّنات كارثة في الأسواق المالية، بيد أنّ الحشود قد تبقى غافلة عن هذا الواقع لطالما لا تظهر خسائر فادحة. هذا ولا تزال مؤشرات التذبذبات عند قيع طبيعية، وسط نضال المعايير من أمثال أس أند بي 500 لتحقيق مكاسب ملحوظة، وتباطؤ الأنشطة الاقتصادية. إنّها لمجرّد مسألة وقت فقط قبل أن يثور هذا البركان.