أظهر تسارع الدولار الأميركي الصعودي دلائل على التباطؤ وسط فشل مؤشر الدولار داو جونز أف أكس سي أم في الحفاظ على ذروات أشهر عدّة. سيرصد التّجار عن كثب قرار الفائدة المحوري للبنك المركزي الأوروبي والوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي من أجل تحديد مسارهم أزاء اتّجاه أزواج الدولار خلال الأسبوع القادم.
من المحتمل أن تشهد مكاسب الدولار انعكاسًا، إذ نشير الى إمكانية اقتراب عملة الإحتياطي من نافذة تحوّل دورية مهمّة. وفي الواقع، خسر الدولار الأميركي بدون أدنى شكّ مصدرًا رئيسيًا من الدعم وسط هبوط عائدات السندات الحكومية الأميركية- الأمر الذي يحدّ من جاذبية الرهانات على تحقيق الأخضر المزيد من المكاسب.
سيكون من الملائم لو حدث تراجع الدولار الأميركي نتيجة القرار المرتقب للبنك المركزي الأوروبي أو تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي.ما هي الأحداث الأخرى التي من شأنها دفع الأخضر على الهبوط؟
إنّ حجم التوقعات يهدّد بدفع الدولار الأميركي الى التراجع أكثر من الذروات الأخيرة مقابل نظرائه الرئيسيين. في هذا الصدد، يظهر مسح أجرته بلومبرغ انّ الغالبية تتوقّع لجوء البنك المركزي الأوروبي الى تخفيض معدّلات الفائدة، الأمر الذي يساعد بدوره الدولار على الإرتفاع مقابل اليورو. مع ذلك، إنّ أي نتيجة مخيّبة للآمال، ستؤدي الى ابتعاد معدّلات صرف اليورو/دولار عن قيع الأشهر عدّة.
ترسم التوقعات العامّة صورة متفائلة أيضًا للعملة الأميركية من خلال أرقام الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي. كما يظهر مسح أجرته بلومبرغ تقديرات بإكتساب الاقتصاد 220 ألف فرصة عمل في شهر مايو في ظلّ ثبات معدّل البطالة على مقربة من قيع أعوام عدّة. سيكون هذا الشهر الرابع على التوالي الذي يكتسب فيه الاقتصاد صافي 200 ألف وظيفة على الأقلّ، والتوقعات المتفائلة تترك المجال أمام بروز مفاجأة مخيبة للآمال.
بالطبع، من الممكن أن يتطابق قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي وتقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي مع التوقعات ويبقيان تسارع الدولار الأميركي حيًّا. لكن تجدر الإشارة الى أنّ بيانات مواقع العقود الاجلة الأخيرة بيّنت اعتماد أكبر المضاربين أكثر الآفاق إيجابية أزاء الدولار الأميركي مقابل اليورو منذ أن بلغ اليورو/دولار قاعًا رئيسيًا في يوليو.
بتعبير آخر: يجب التنبّه الى إمكانية تشكّل اتّجاه قريب الأجل وبلوغ أسعار أزواج الدولار الرئيسية حدودها القصوى.