كان اليورو صاحب ثاني أسوأ أداء في الأسبوع الماضي وخسر -0.95% مقابل الدولار الأميركي- صاحب الأداء الأفضل. نجحت العملة الموحّدة في تحقيق مكاسب بنسبة +1.44% مقابل الدولار الأسترالي فقط وهو صاحب الأداء الأسوأ. في جميع الأحوال، يعتبر هذا الأمر سلبيًا للغاية بالنسبة الى اليورو، ولكنّ المحرّكات الأساسية الإيجابية لم تعد توفر الفتيل نفسه- ولا سيّما في ما يتعلّق بالعائدات الإيطالية والأسبانية المتدنّية والإفتقار الى الإنكماش بحسب ما تظهره القراءات المحلّية لمؤشرات أسعار المستهلكين.
بعث هذا الأسبوع المنصرم بعض دلائل الأمل والتفاؤل. برز بكلّ ما للكلمة من معنى تذكير بأنّ منطقة اليورو لا تزال تختبر فترة من الركود وتمثّل بالقراءة النهائية للنمو الألماني للعام 2013 التي أظهرت نمو أوسع اقتصاد في منطقة اليورو بنسبة +0.4% فقط. هذا وبقي التضخّم في منطقة اليورو متواجدًا على مقربة من قيع اعوام عدّة في ديسمبر (+0.7% على أساس سنوي )، ما يلقي الضوء على استمرار ضعف الطلبات في المنطقة.
لم تكن هذه البيانات مفاجئة بالضرورة: إنّ سياسة تقليص الإنفاق الحكومي ورفع الضرائب ("التقشف") ولّدت مناخًا صعبًا بالنسبة الى المستهلكين والشركات على حدّ سواء. من المحتمل أن يكون المشاركون في الأسواق محفزين بشكل مفرط بفضل الأسباب "النظرية" لدخول مواقع شراء اليورو- انخفاض الميزانية العمومية للبنك المركزي الأوروبي ولا سيّما مقارنة بغيره من المصارف (ولا سيّما بنك اليابان وبنك الاحتياطي الفدرالي)- وسط خسارة بيانات نمو الأجل القريب زخمها.
بدون أدنى شكّ، البيانات المرتقبة هذا الأسبوع ترسم صورة إيجابية ومتفائلة مماثلة. يوم الثلاثاء، من المتوقع ان يظهر مسح ZEW الألماني لشهر يناير أعلى قراءة للتوقعات الراهنة (63.0) منذ مارس 2006 (63.4). من المحتمل أن يدلّ هذا التفاؤل على انّ انتعاش منطقة اليورو لا يزال ضمن المسار الصحيح.
يمكن قول الأمر عينه بالنسبة الى مسوحات مؤشرات مدراء المشتريات القادمة المرتقبة يوم الخميس. من المحتمل أن تظهر أرقام ألمانيا ومنطقة اليورو ككلّ بعض التحسّن- في المؤشرات الخدماتية والتصنيعية والمركّبة. ولربّما التقرير الذي يجب رصده عن كثب هو مؤشر مدراء المشتريات الفرنسي.
وكما أشرنا في وقت سابق، سيستلزم بروز ما هو أكثر من البيانات غير الألمانية الضعيفة لدفع البنك المركزي الأوروبي للقيام بأي شيء. يجسّد قرار فائدة شهر نوفمبر المثال الأبرز على ذلك: فقط بعد إظهار مؤشر أسعار المستهلك الألماني دلائل على الإنكماش تحرّك البنك المركزي الأوروبي. سيكون السبب الأكبر وراء اعتماد البنك المركزي الأوروبي المزيد من التيسير هو تدنّي مستويات رؤوس الأموال الفائضة. مع ذلك، وفي وقت تولّد الإيجابية التي تحيط باليورو مناخًا محايدًا نوعًا ما، نفضّل اعتناق موقف محايد أكثر هذا الأسبوع في غياب صدور أي بيانات سلبية أو إيجابية مقنعة. EUR/USD الرسم البياني اليومي" title="EUR/USD الرسم البياني اليومي" width="680" height="319">