المتابع للاحداث الاقتصاديه العامه، يجد حقائق كثيره اذا قامت بتجميعها معا قد يصل الى نتيجه مؤداها ان المستقبل كله عند وول ستريت وان الاستثمار المربح وكذا المضاربه المربحه ستكون من صالح الولايات المتحده ا لامريكيه، كيف هذا؟
اقول كل البيانات الاقتصاديه والسياسات النقديه والماليه للولايات المتحده الامريكيه اظهر قوه اقتصادها، اقول كل البيانات وليس بعض البيانات، الغاء التحفيز الكمي، مستويات البطاله، معد النمو الاقتصادي، حتى نتائج معظم الشركات، وما سيأتي من مؤشرات اعتقد انه سيكون الافضل كثيرا .
هذا من جهة اقتصاد الولايات المتحده الامريكيه، يدعم النمو فى هذا الاقتصاد انخفاضات حاده متوقعه فى سعر البترول وهو ما يعكس انخفاض اسعار السلع والخدمات عموما وانخفاض معدلات التضخم، اتحدث عن ثلاث سنوات قادمه وليس الان، الفت نظر البعض الا ان الصخر الزيتي وانتاج الولايات المتحده منه سيكون كبيرا جدا، مما يؤدي الى انخفاض مستمر فى اسعار البترول والمخزون لديها كبير.
تعالوا بنا الى الاقتصاد الاوروبي، انه اقتصاد يعانى من مشكلات اقتصاديه كبيره، لذا انخفضت اسعار العملات الاوروبيه مقارنه بالدولار الامريكي، اذن لماذ يحتفظ المستثمر الاوروبي بعملته الافضل له ان يبيع عملته المحليه التى تهبط يهرب بها الى الولايات المتحده الامريكيه حيث المكسب متوقع فى الاسهم نتيجه النمو المتوقع وحيث القوة المتوقعه في الدولار، اذن هو يستثمر فى مكاسب اسهم ومكاسب دولار معا.
اما عن اليابان فحدث ولا حرج انخفاض متواصل فى سعر عملتها مقابل الدولار، على الرغم من ان هذا اراه فى الاجل الطويل مفيد للصادرات اليابانيه ولكني اتحدث عن سلوك المستثمرين وذوي الفوارض الذين سيسلكون نفس سلوك المستثمر الاوروبي يحققون اهدافا عده من الاستثمار فى السوق الامريكي.
اذن توقعات بان هناك طلب متزايد وكبير من جانب مستثمري اوروبا واليابان وباقي دول العالم تجاه الاسهم الامريكيه انهم لا يشترون الدولار فقط بل يشترون النمو المتوقع في الولايات المتحده الامريكيه، ربما لو كان الذهب ذات اتجاه صاعد ربما كان ذلك موقفا للدولار ولكن الذهب يهبط والبترول يهبط والجميع خائف من اقتناء المعدن النفيس لانه ربما يصل الى تسعمائه دولار نهاية يناير القادم.
تعالوا بنا نتحدث عن الدول العربيه، تحرك الدول العربيه اسعار البترول، خاصة دول الخليج، انخفاض البترول يعنى انخفاض كبير فى النمو الاقتصادي، دعا ذلك التوقع الكثيرون من الخبراء الى مطالبة دول الخليج بالغاء الدعم من اجل معالجة العجز المتوقع فى ميزانيتها وذلك اجراء يؤثر على الخليج ويؤثر على العاملين الاجانب فى دول الخليج خاصه العاملين الاجانب من الدول العربيه حيث ان نفقات المعيشه ستزداد نظرا لانخفاض الدعم فى نفس الوقت الذى ستقل فيه المرتبات نظرا لانخفاض متوقع فى النمو الاقتصادي واثر ذلك على مرتبات واجور العاملين، يعني ذلك ان تحويلات هؤلاء العاملين لبلادهم ستتأثر وربما فى بعض الاحيان ستتلاشى ويعنى ذلك انخفاضا كبيرا فى الدخل القومي للدول العربيه غير النفطيه.
النتيجة: حالة من الركود الاقتصادي او شبه الركود لو كنت متفائلا والخوف من سيناريو التسعينات من القرن الماضي، حيث لا فائض حيث العجز حيث بطئ نمو اقتصادي وربما ركود
النتيجه النهائيه اننا سنرى مؤشرات الاسهم الخليجيه عند مستويات هابطه قياسيه، انا اتحدث عن الاجل الطويل بعد عام الى ثلاثه اعوام وليس خلال شهور.
ولكن علمتنا الاحداث ان استمرار مثل هذه الاوضاع فى الاجل الطويل مستحيل حيث سيتم ما يسمى بالتوازن الاقتصادى العام ولكن لا نستطيع ان نتحدث عن هذا التوازن الا بعد سنوات.
الرسم البياني التالي يوضح اتجاهات اليورو دولار وفيه يظهر المستويات المستهدفه خلال الاجل الطويل التى ربما تصل باليورو دولار الى 1.0789