اصبح عدم الالتزام بالوعود هو موضوع هذا الشهر بدا مع فشل البنك المركزي الاوروبي في تقديم ما توقعته الاسواق المالية يوم الخميس الماضي وكذألك فشلت اوبيك في تخفيض الانتاج عندما اجتمعت في فينا يوم الجمعة, في الواقع رفعت اوبيك عتبة الانتاج الى 31.5 مليون برميل يوميا.
عدم الالتزام بتخفيض العرض من اوبيك كان دائما يعلل ظاهريا انه طريقة للضغط على النفط الصخري من امريكيا وهذا الواقع المؤلم لم يعد يخفى على احد حيث ان تغييره لم يعد ممكنا. لذألك لا بد للأمور ان تزيد سوءا قبل ان تتحسن.
الاجتماع الاخير لأوبيك اخفق في معالجة الامدادات الاضافية من ايران مطلع العام المقبل مع عدم وجود أي علامات من امريكيا وروسيا غي العضوتين بتقليل الانتاج مما يجعل التوقعات صعبة على المدى القريب.
من المرجح ان يكون الربع الاول هو الصعب مع توقع ارتفاع الانتاج من ايران جنبا الى جنب مع الزيادة الموسمية في مخزونات الولايات المتحدة الامريكية مخلفة ورائها مستويات المخزون العالمي في ارتفاع ولمستويات لا يمكن تحملها. ايران يمكنها ان تضخ ما يعادل 500 مليون برميل يوميا في وقت مبكر من فبراير 2016 عند رفع العقوبات.
في حين تتزايد التكهنات بان 20 دولار للبرميل يمكن ان تكون في الافق, الا ان هذا السناريو ليس مؤكدا كما ذكر اوله هانسن رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك ولكن في هذه الاسواق والظروف من الصعب استبعاد أي شيء من هذا القبيل. يمكننا ان نرى لمرحلة قصيرة حالة من الهلع الذي قد يؤدي الى حالة السقوط الحر لأسعار النفط والتي ستزداد مع زيادة العرض في بداية العام القادم.
لكن في ظل هذه الظروف الكئيبة فان هنالك امل في نهاية النفق, حيث ان الطلب من المتوقع ان يزداد مع استمرار انخفاض اسعار النفط واستمرار الركود في منصات الحفر الامريكية التي في النهاية قد تترجم بخفض في الانتاج. نحن ايضا نشهد حاليا تراكما لمراكز البيع المضاربة في خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت قد تمنع الاسعار من الانخفاض ابعد من ذألك بكثير.
وبصرف النظر عن فترات المضاربة لجني الارباح, نتوقع ان يبقى سوق النفط تحت الضغط خلال النصف الاول من عام 2016 ولمن في النصف الاخر فأننا نتوقع ان وفرة الامدادات العالمية من النفط ستبدأ بالتباطء والتي ستسمح لخام برنت للارتفاع الى مستويات 60 دولار في حين ان خام تكساس الوسيط يجب ان يكافح من اجل الوصول الى مستويات 57 دولارا للبرميل.
في حين ان المخاوف الجيوسياسية يمكن ان تلعب دورها في دعم اسعار النفط مع تصاعد التوتر حول سوريا واشتراك العديد من الدول بأجندتهم الفردية.
مع ذألك فان تراجع اسعار النفط الحالية يسلط الضوء على صعوبة لدى المنتجين للسيطرة على الاسعار حيث انهم سيبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على عائداتهم من النفط وهذا لا يمكن تحقيقه الا عن طريق ضخ المزيد وهذا ما نشهده حاليا في المملكة العربية السعودية والعراق وروسيا. اما الاعضاء في اوبيك الغير قادرين على زيادة الانتاج فهم اكثر المتضررين من هذا التطور والذي ادى الى توتر العلاقات داخل اوبيك وخارجها من غير الاعضاء كروسيا.