لا يتمتّع الجدول الاقتصادي المفتقر نسبيًا الى البيانات خلال الساعات الأوروبية بالقدرة على توليد تذبذبات كثيفة في صفوف العملات الرئيسية. لربّما تستحوذ السلّة الجديدة لتعليقات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي على بعض الأهمّية، وسط ترقّب كلمات أعضاء مجلس الإدارة كارلوس كوستا ولويس ماريا وينس وايدمن. سيرصد التجار عن كثب أي تفاصيل حول استراتيجية توسيع الحوافز وإطارها الزمني المحتمل. تجدر الإشارة الى أنّ التعليقات السابقة فشلت في تحفيز اليورو، وسط استمرار تأرجح زوج EUR/USD على مقربة من مستوى 1.36.
في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو البيانات الأميركية مرّة جديدة. فمن المرتقب أن تظهر المراجعة النهائية لأرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للفصل الأوّل تدهورًا أكبر في الأداء الاقتصادي، وسط انكماش يصل الى 1.8% مقارنة بنسبة 1% في وقت سابق. وفي حين لا تعتبر هذه النتائج داعمة، إلاّ أنّها لن تولّد ضغوطات هبوطية على الدولار الأميركي نظرًا الى أنّ التراجع الذي تمّ الإعلان عنه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام فشل في إعاقة مساعي بنك الاحتياطي الفدرالي الرامية الى تقليص برنامج شراء الأصول.
بناء عليه، سيركّز التجار على حدث أكثر اهمّية مع التركيز على تقرير طلبات السلع الأميركية المعمّرة لشهر مايو وأرقام مؤشر مدراء المشتريات الخدماتي والمركّب. في هذا الصدد، شهد اتّجاه البيانات الاقتصادية الأميركية تحوّلاً ملحوظًا مقارنة بالتوقعات منذ أوائل أبريل وأخذ يتحسّن منذ ذلك الحين. فمن المقدّر بروز السيناريو عينه مع إعادة تقييم الدولار الأميركي موجة الضعف الذي ضربته عقب صدور إعلان السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفدرالي في الأسبوع السابق.