هوى الدولار الأسترالي والنيوزيلندي خلال الدورة المسائية التي خيّم عليها الهدوء. يبدو هذا التحرّك تصحيحي بطبيعته، ما يعكس عمليات جني الأرباح التي برزت عقب تفوّق العملتين في أدائهما مقابل نظرائهما الرئيسيين يوم أمس بعد أن أعلنت الصين سلّة من الإصلاحات التي تطال سياسة معدّلات الصرف. في هذا الصدد، تريّث هذا التحرّك الهبوطي في الظهور حتّى معرفة نتائج الخطاب الذي أدلى به رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي في نادي الخبراء الاقتصاديين في واشنطن. لم يوفر الرئيس أي دلائل جديدة وكرّر النبرة المألوفة التي تبيّن الحاجة الى استمرار اعتناق سياسة فضفاضة من خلال الحفاظ على معدّلات فائدة متدنّية لفترة بعد اختتام برنامج التيسير الكمّي.
يتصدّر محضر اجتماع بنك انجلترا لشهر نوفمبر الجدول الاقتصادي خلال الساعات الأوروبية. بدأت تقدّر الأسواق بروز تحوّل متفائل في نبرة المصرف المركزي منذ نشر تقرير التضخّم الفصلي في الأسبوع السابق، مع ارتفاع الجنيه الاسترليني بحوالى 1% عند إقفال تجارات الثلاثاء. إنّ أي رسالة مماثلة تظهر في محضر الإجتماع لن توفر أي جديد أو مفاجىء على وجه الخصوص، إشارة الى أنّ الاسترليني لن يواصل مساره الصعودي هذا. عوضًا عن ذلك، من المحتمل أن تنكشف معالم موجة كثيفة من التذبذبات في حال وضع نمط تصويت لجنة السياسة النقدية أو التعليقات التفاؤل السائد في دائرة الشكوك (على الرغم من أن سيناريو مشابه يبدو مستبعدًا).
بشكل عام، من المحتمل أن تتريّث أسواق الصرف الى حين صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي لشهر أكتوبر قبل الإمتثال الى اتّجاه واضح المعالم. سيرصد التّجار عن كثب هذا النصّ لمعرفة ما إذا كان الساسة يعتبرون الشلل االذي أصاب الحكومة الأميركية بمثابة سبب يدفعهم لتأخير موعد البدء بتقليص عمليات شراء الأصول. وتذكيرًا بالمخاوف التي لا أساس لها والناجمة عن زيادة ضرائب الدخل وتقليص الإنفاق والتي كانت لتطال الإنتعاش الأميركي، من المستبعد أن يرسّخ بن برنانكي وأعضاء مجلس إدارته موقفهم، أقلّه في غياب أي بيانات تظهر العكس. ستعزّز نتائج مماثلة الدولار الأميركي وتؤجّج الزخم الصعودي من جديد وسط اختبار الأسعار فترة من التوطيد عند دعم الرسوم البيانية.