في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر أبريل الذي من المتوقع أن يظهر تقددّم معدّل التضخّم السنوي المعياري الى ذروة تسعة أشهر عند 2%. في هذا الإطار، تشهد قراءات نمو الأسعار الأميركي تفوّقًا على التقديرات منذ يناير، وبدأت البيانات الأخرى بالترسّخ مقارنة بالتوقعات منذ أوائل أبريل. بشكل عام، يشير ذلك الى أنّ المحلّلين لا يقدّروا بعد الوتيرة الحقيقية للتضخّم، الى جانب المناعة التي يتحصّن بها الإنتعاش الأميركي، ما يتيح المجال أمام بروز مفاجأة صعودية.
غنيّ عن القول إنّ نتائج مماثلة تصبّ لصالح الدولار الأميركي مقابل معظم نظرائه الرئيسيين. من المحتمل أن يكون زوج الدولار/ين الإستثناء الوحيد: إنّ التخمينات المحيطة بسحب الحوافز الأميركية قد تلقي بثقلها على شهية المخاطر، لتتقدّم بالتالي العملة اليابانية صعودًا. هذا ونحافظ على مواقع بيع الاسترليني/ين.
تتصدّر الأرقام الأوّلية للناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو للفصل الأوّل الجدول الاقتصادي خلال ساعات التداول الأوروبية. من المتوقع أن تكتسب المخرجات 0.4% في الأشهر الثلاثة حتّى مارس، وهي وتيرة التوسّع الأقوى في ثلاثة أعوام. في هذا الصدد، تأتي البيانات الاقتصادية التي تصدر عن ساحة الكتلة النقدية مخيّبة للآمال للغاية في الأشهر الأخيرة. يحذر ذلك من مغبّة حدوث مفاجأة هبوطية.
مع ذلك، حتّى القراءة القويّة لن توفر دعمًا مستدامًا لليورو. تعتبر البيانات الاقتصادية هامّة في قيادة معدّلات الصرف بما أنّها تساعد المستثمرين على تحديد المسار المحتمل للسياسة النقدية المستقبلية. بالنسبة الى البنك المركزي الأوروبي، يعني تركيزه الحصري على استقرار الأسعار أنّ حتّى انتعاش معدّل نمو المخرجات لن يمنعه بالضرورة من توسيع مساعي الحوافز وسط استمرار توافر المخاطر الإنكماشية. بناء عليه، من المستبعد أن يدوم أي ارتداد قريب الأجل نتيجة القراءة الإيجابية للناتج المحلي الإجمالي، وسنواصل التطلّع الى انتهاز فرص بيع اليورو/دولار.