EC Pulse

Wednesday, November 05, 2008
 
  
علاقة الذهب مع الدولار والنفط يرفع السعر أمس ويخفّضه اليوم و معادلة الاتجاه تزيد تعقيدا ً 
 
العلاقة الطردية بين سعر الذهب وسعر برميل النفط والعلاقة العكسية بين سعر صرف الدولار الأمريكي و سعر أونصة الذهب جعلتا من السعر يرتفع يوم أمس من مستواه الأدنى عند 720.60 ليصل إلى مستوى 769.20 حيث انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية وارتفع سعر برميل النفط في تداولات أمس مما سببا دفعة ً قوية للذهب . إن الارتداد من مستوى 720 كان ارتداد فني أكثر من كونه ارتداد بسبب بيانات أو مسببات اقتصادية أساسية . هذا اليوم نجد السعر وقد اتخذ اتجاها ً هابطا ً مرّة أخرى ليعاود التداول في هذه اللحظات حول مستوى 750 دولار للأونصة بعد أن انخفض من الأعلى عند 765.10 محققا ً الأدنى في التداولات الالكترونية عند 748.80 فيما كان قد ارتفع أيضا ً في تداولات لندن يوم أمس من مستوى افتتاح الجلسة الصباحية عند 734.00 ليغلق الجلسة المسائية عند مستو ى 741.25 دولار للأونصة قبل أن تدخل الموجة الصاعدة القوية أثناء تداولات نيويورك .

فوز المرشح أوباما كان له وقع خاص في الأسواق المالية حيث سادت الثقة قليلا ً على أمل أن تدعم سياساته الاقتصاد الأمريكي ومنه الاقتصاد الدولي هذا إلى جانب إن ذلك دفع الدولار مقابل العملات الأجنبية في اتجاه صاعد مما سبب انخفاضا ً في سعر الذهب في تداولات هذا اليوم . يتداول الذهب منخفضا ً 7.03% بمقارنة سعره في مثل هذا اليوم من عام 2007 فيما انخفض خلال الــ 30 يوما ً الماضية بمقدار 12.26% متداولا ً عند مستوى 750 تقريبا ً في هذه اللحظات .

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية أمس على توقعات نيل أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية  وخلال هذا اليوم في الفترة الآسيوية ارتفعت مؤشرات الأسهم بشكل واضح لتشمل ارتفاعا ً في مؤشر نيكي بأكثر من 4.45% ومؤشر هانج سينج ارتفع أكثر من 3.25% و ستريت تايمز ارتفع أكثر من 3.55% بل إن مؤشر MSCI لدول آسيا والبسيفيك ارتفع 4.5% في تمام الساعة 4.36 مساءا ً في طوكيو .

الدولار ضعيف بوجهة نظر اقتصادية , لكن ضعف الاقتصاديات الدولية جعلته يكتسب عزما ً صاعدا ً مقابل العديد من العملات الأجنبية وسط موجات من جني الأرباح أيضا ً أكسبته بعض القوّة , ومخاوف الركود في الاقتصاد الدولي تثقل على سعر برميل النفط بفعل التوقعات التي تشير إلى انخفاض حاد متوقع في الطلب . لكن بالرغم من ذلك نرى بان أي فرصة تعطي آمالا ً للمستثمرين نراهم يتوجهون نحو أسواق المال ومنها ينعكس ذلك سلبا ً على المعادن الثمينة إلا إن التفاؤل ينعكس إيجابا ً على سعر برميل النفط مما يجعل المعادلة أكثر تعقيدا ً بل دخول تذبذب الدولار إليها يجعل من معادلتنا غاية في التعقيد ومن الصعب أن نتنبأ في نتيجة تعطي اتجاه قصير الأمد .

بسبب تعقيد المتغيرات المختلفة فإننا نرى بان سعر الذهب سوف يبقى على المدى القصير متذبذبا ً جدا ً خصوصا ً مع انتظار بيانات يوم الجمعة القادمة والتي قد تشير إلى أسوأ نتيجة لبيانات الوظائف الأمريكية منذ بداية الأزمة الائتمانية لكن من جهة أخرى سوف تختلط بالتفاؤل من فوز المرشح أوباما . لكن على المدى المتوسط فلا شيء جديد على الساحة الاقتصادية ومنها نتوقع استمرار العزوف عن الذهب الملاذ الآمن استثماريا ً وانخفاض الطلب على المعدن الأصفر الجميل استهلاكيا ً مما يجعل توقعاتنا تستمر في الاتجاه الهابط على المدى المتوسط.