من احمد رشيد
بغداد (رويترز) - قال رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي يوم الاثنين إنه متفائل بشأن تشكيل حكومة جديدة مع "اتضاح الرؤية" لكن هجمات تفجيرية في بغداد ومدن أخرى أكدت الصراع الطائفي المتزايد في البلاد.
والعبادي مكلف بتشكيل حكومة لاقتسام السلطة يمكنها تخفيف التوتر والتصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين يمثلون أكبر خطر أمني في العراق منذ أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003.
وقال العبادي إن محادثات تشكيل الحكومة كانت ايجابية وبناءة. وأعرب عن أمله في اتضاح الرؤية بشأن برنامج موحد للحكومة خلال اليومين المقبلين.
وبعد قليل من كلمته وقع هجوم انتحاري في مسجد شيعي في بغداد وقتل تسعة اشخاص على الاقل واصاب 21 حسبما افادت الشرطة ومصادر طبية.
وذكرت الشرطة أن الانتحاري فجر سترته الناسفة داخل المسجد في حي بغداد الجديدة بالعاصمة وقت الصلاة.
وفي وقت لاحق قتل 11 شخصا على الأقل وأصيب 25 في انفجار سيارتين في منطقة العطيفية ذات الأغلبية شيعية. وأضافت الشرطة أن سيارة ملغومة انفجرت في شارع مزدحم وانفجرت الأخرى في مطعم في العطيفية في الجزء الغربي من وسط بغداد.
وقالت الشرطة ومصادر طبية ان سيارتين ملغومتين فجرتا ايضا في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة يوم الاثنين مما أدى الى مقتل اربعة اشخاص واصابة 17 . وذكرت مصادر الشرطة ان سيارتين ملغومتين اخريين استهدفتا مدينة الحلة جنوبي بغداد لكن لم تحدث خسائر بشرية.
وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية المسؤولية عن تفجير اربع سيارات ملغومة في شمال العراق يوم السبت منها ثلاث في مدينة كركوك حيث تجمع مقاتلون اكراد منذ تركت وحدات الجيش العراقي مواقعها في يونيو حزيران. وانفجرت السيارة الرابعة في اربيل عاصمة اقليم كردستان شبه المستقل.
وقال التنظيم المتشدد إن الهجمات رد على انضمام القوات الكردية الى الجيش الأمريكي في مهاجمتهم.
*الجماعات المسلحة
وفي تصريحاته يوم الاثنين شدد العبادي الحريص على اعادة تأكيد سلطة بغداد على دولته المتداعية أنه لن يتسامح مع الجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الحكومة. وقال ان الحكومة لن تسمح بتشكيل جماعات مسلحة خارج سيطرة الدولة.
واضاف رئيس الوزراء المكلف أن الاسلحة التي منحت للبشمركة الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في شمال البلاد مرت عبر الحكومة المركزية.
لكن كثيرا من العراقيين يعبرون عن القلق من تنامي قوة جماعات ميليشيا عنيفة دون رابط في الاسابيع القليلة الماضية وقد اتهم بعضها باستهداف المدنيين.
ووجه آية الله علي السيستاني أكبر مرجعية شيعية في البلاد دعوة في يونيو حزيران لتسليح العراقيين للدفاع عن انفسهم في وجه هجوم تنظيم الدولة الاسلامية مع اجتياح مقاتلي التنظيم شمال العراق. ونتيجة لذلك انضم آلاف المتطوعين وكثير منهم شيعة الى جماعات ميليشيا تخضع من الناحية الاسمية فقط لسيطرة الحكومة.
وتدور الشبهات حول تورط متشددين شيعة في تنفيذ هجوم على مسجد سني في محافظة ديالى شمالي بغداد يوم الجمعة قتل 68 شخصا واصاب العشرات.
وقال العبادي يوم الاثنين إن الحكومة المركزية اصدرت بعد التحقيق اوامر اعتقال بحق اربعة من افراد عشائر محلية يشتبه في تنفيذهم الهجوم.
وزار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم الاثنين ايضا مدينة النجف الشيعية للاجتماع مع اية الله علي السيستاني ورجال دين شيعة كبار آخرين حسبما افاد مسؤولون محليون.
وقام السيستاني بدور كبير في حل ازمة سياسية كانت آخذة في الاستحكام في البلاد بأن حث بصورة ضمنية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على ترك المنصب. ووجهت اتهامات للمالكي وهو شيعي باذكاء الانقسامات الطائفية في البلاد باستبعاد السنة من المواقع المؤثرة.
وذكرت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية أن ظريف اجتمع مع مجموعة من الزعماء السياسيين السنة في بغداد ليلة الاثنين لبحث تشكيل الحكومة الجديدة.
(إعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)