مدريد، 22 أكتوبر/تشرين أول (إفي): كشفت الانتخابات المحلية التي أجريت الأحد في إقليمي جاليثيا والباسك الإسبانيين، عن زيادة تأييد الحزب الشعبي الإسباني الذي يقوده رئيس الحكومة ماريانو راخوي بجانب ارتفاع شعبية القوميين في إقليم الباسك، في الوقت الذي يواصل فيه الحزب الاشتراكي تراجعه وهو الذي حكم مدريد طوال ثمانية أعوام متتالية حتى 2011.
وتصدرت هذه الانتخابات اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية الصادرة اليوم الاثنين، حيث أشار المحللون إلى أن النتائج كانت بمثابة متنفس لراخوي في مقابل زيادة التأييد الذي حصل عليه قوميو الباسك (شمال).
وأشارت صحيفة (الباييس) إلى أن تراجع شعبية الحزب الاشتراكي منح الحزب الشعبي المزيد من الأصوات في جاليثيا (غرب) كما أعطى المجال لفوز القوميين الباسك في أول انتخابات تجرى بدون تهديد منظمة إيتا.
ومن المعروف أن منظمة إيتا كانت قد أعلنت في 20 أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي التخلي نهائيا عن أنشطتها المسلحة، لتنهي تاريخها الإرهابي الذي امتد لنحو 51 عاما وأسفر عن مقتل 858 شخصا.
وأسفرت انتخابات الباسك عن حصول الحزب القومي الباسكي على 27 مقعدا وإن لم يتمكن من الحصول على الأغلبية المطلقة في الإقليم (38 مقعدا في البرلمان المكون من 75 مقعدا).
كما حصل ائتلاف "بيلدو" المنتمي لليسار الباسكي على 21 مقعدا ليبلغ إجمالي نوابه مع القوميين 48 نائبا، مقابل تراجع كبير في شعبية الباسكيين الذين كانوا يحكمون الإقليم قبيل هذه الانتخابات المبكرة.
اما صحيفة (الموندو) فجاء عنوانها: "السيادة الباسكية تمهد طريقها وألبرتو نونييث فيخو (المرشح لرئاسة جاليثيا عن الحزب الشعبي) ينقذ راخوي"، كما وصفت ما حققه الشعبيون في جاليثيا بأنه اكتساح.
وتصدر صحيفة (لابانجوارديا) عنوان "جاليثيا تنقذ راخوي"، مبينة أن فوز الشعبيين في هذا الإقليم يسمح لحكومة مدريد بأن تنقل للخارج صورة قوية من الناحية السياسية في ظل تصاعد شعبية القوميين الباسك بالإضافة إلى إزدياد مطالبات إقليم كتالونيا بالانفصال.
وأكدت أن هذا الفوز يساعد إسبانيا في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي حول نسب العجز وكافة الأمور الاقتصادية في وقت صعب تعاني فيه البلاد من أزمة مالية طاحنة أدت إلى تطبيق سلسلة من إجراءات التقشف الصارمة.
ومن جانبها أبرزت صحيفة (أي بي سي) فوز الشعبيين في جاليثيا كما أشارت إلى أن الحزب الاشتراكي الإسباني، وهو حزب المعارضة الرئيسي، بات يفقد هويته بعد تراجعه في الباسك وجاليثيا.
ومن المقرر أن يقوم الحزب الاشتراكي اليوم بتحليل نتائج الانتخابات المحلية التي شهدها الباسك وجاليثيا الأحد.
وقبيل هذا الاجتماع أقر النائب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي خوان فرناندو لوبث أجيلار، بأن الحزب الاشتراكي يمر بوضع "شديد الخطورة" ويعد الأسوأ على مدار 35 عاما.
كما سيبحث الحزب الشعبي أيضا نتائج الانتخابات وسط المخاوف من زيادة النزعة القومية الباسكية، لاسيما وانها المرة الأولى التي يحصد فيها القوميون هذا العدد الكبير من مقاعد البرلمان. (إفي)