مدريد، 13 فبراير/شباط (إفي): قام حارس فيورنتينا، إيمليانو فيفيانو، بحدث غير معتاد في ملاعب الكرة عقب المباراة التي خسرها فريقه يوم السبت الماضي أمام يوفنتوس بهدفين دون رد، بعد أن انتزع من زميله الإسباني بورخا فاليرو القميص الذي تبادله مع أندريا بيرلو، وقذف به على أرض الملعب.
السبب فيما فعله فيفيانو، الذي لم يفهمه لاعب الوسط الإسباني أول الأمر، كان رغبته في "إنقاذ بورخا" من الغضب المحتمل لجماهير فيورنتينا المتجمعين في أحد جوانب استاد يوفنتوس بتورينو، وفقا لما كشف عنه الحارس الاثنين.
واعترف فيفيانو في تصريحاته "فقط أردت تجنب أن يمر زميلي أمام منحنى جماهير الفيولا بقميص ليوفنتوس، لتجنب جرح مشاعرهم".
وبدأ تاريخ العداء بين جماهير فيورنتينا ويوفنتوس بشكل خاص في الجولة الأخيرة من موسم الدوري الإيطالي 1981/1982 ، عندما كان الفريقان يتنازعان لقب "السكوديتو".
ذهب اللقب وقتها إلى يوفنتوس، الذي فاز في زيارته إلى كاتانزارو بهدف، فيما لم يحصد فيورنتينا أكثر من التعادل بهدف أمام كالياري.
توج فريق "السيدة العجوز" باللقب بفارق نقطة عن فيورنتنيا، لكن "أولتراس" الأخير اتهموا حكم لقائهم بمحاباة كالياري من أجل مساعدة يوفنتوس على حصد اللقب.
وفي إجراء احتجاجي، يرفع مشجعو فيورنتينا منذ ذلك الحين لافتات بعنوان "في المرتبة الثانية أفضل من أن نكون لصوصا".
لكن الموقف الذي أشعل الكراهية الحقيقية يعود إلى عام 1990 ، عندما انتقل في 18 مايو/أيار من ذلك العام الأسطورة روبرتو باجيو من "الفيولا" إلى "السيدة العجوز" مقابل 20 مليون ليرة (نحو 13.2 مليون يورو في ذلك الحين).
كانت تلك وقتها الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم الإيطالية، وحملت معها سلسلة من الاحتجاجات من جانب جماهير فيورنتينا، التي حاصرت لعدة أيام مقر ناديها، لتضطر قوات الأمن إلى التدخل.
وأسفرت الأحداث التي وقعت أمام مقر فيورنتينا عن ثلاثة مصابين واعتقال 30 آخرين، بعد تدخل حاسم من الشرطة، التي اضطرت لاستخدام الغازات المسيلة للدموع للتصدي لغضب الجماهير المشاغبة".
منذ ذلك الحين، أعلنت روابط "الأولتراس" لكلا الناديين "العداء الأبدي"، الأمر الذي أسفر عن مواجهات في أغلب المباريات التي جمعت بينهما.
لكن يبدو أن بورخا فاليرو يجهل ذلك التاريخ بالنظر لانتقاله الصيف الماضي من فياريال الإسباني، وفي نهاية المباراة طلب قميص أندريا بيرلو، الذي كان يعتبره بمثابة مثله الأعلى.
جاءت "خطيئة" فاليرو السبت، وهو يغادر الملعب عاريا ويحمل قميص يوفنتوس على كتفه، في نهاية المباراة وأثناء توجهه صوب المنطقة التي كانت فيها جماهير فريقه، لكي يشكرهم على دعمهم، انشقت الأرض عن فيفيانو الذي انتزع منه قميص بيرلو وألقاه أرضا.
وأضاف فيفيانو "لم نكن لدي أي نية عدم احترام لبيرلو، الذي أقدره كثيرا، أو ليوفنتوس، أو لجماهير تورينو، مبررا ما فعله بمحاولة "إنقاذ بورخا" من غضب "الأولتراس".
وفي كل الأحوال، التقط فاليرو قميص بيرلو وتوجه بغنيمته الثمينة إلى غرف اللاعبين. (إفي)