جنيف، 10 سبتمبر/آيلول (إفي): أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء عن تقديمها مساعدات نفسية لنحو 470 ألف طفل سوري متضررين من النزاع المسلح الدائر في بلدهم سواء الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة أو في سوريا.
وقال الناطق باسم (اليونيسيف) اليوم بالعاصمة السويسرية جنيف "التعرض لفترات طويلة للعنف، والإجهاد، والتشريد، وفقدان الأسرة وتدهور الظروف المعيشية، يتسبب في خلق جروح عميقة غير مرئية للأطفال".
وسيقوم اليونيسيف بعمل برنامج نفسي علاجي لنحو 470 ألف طفل سوري، منهم 250 ألف طفل في سوريا، و128 ألفا في لبنان، و80 ألفا في الأردن، وخمسة آلاف و500 طفل سوري في العراق فضلا عن خمسة آلاف طفل في تركيا.
وقد لاحظ موظفو اليونيسيف العاملون في منطقة الصراع أن معظم الأطفال الذين تمت مراقبتهم يعانون من كوابيس وتبول لا إرادي، ونوبات من السلوك المتهور والعدواني، فضلا عن رسومهم المأخوذة من مشاهد الدم والانفجارات والدمار.
وأوضح (اليونيسيف) أن "هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون لضغط نفسي شديد قد يفقدون قدرتهم على التواصل عاطفيا مع الآخرين ومع أنفسهم. وغالبا ما يفشلون في تجربة المشاعر الأساسية، فضلا عن عدم قدرتهم على التفكير بوضوح أو تذكر الأحداث الأخيرة".
ويعمل (اليونيسيف) في سوريا وفي مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة "لمساعدة الأطفال على استعادة الشعور بالأمان، ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، ومساعدتهم على تطوير طرق بناءة للتعامل مع الصراع".
وفي إطار هذا البرنامج سيتم إنشاء نحو 220 موقعا ترفيهيا في سوريا والدول المجاورة لكي يتمكن الأطفال من اللعب والمشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية، بالإضافة إلى تدريب مقدمي الرعاية والمدرسين أنفسهم حتى يتمكنوا من التعامل مع الأطفال في ظل هذه الظروف.
وفي سوريا، خصص "اليونيسيف" معظم الأماكن الترفيهية في المناطق الأكثر تضررا من الصراع مثل حمص ودرعا وحلب، لتوفير الدعم النفسي للأطفال الذين عانوا من العنف.
واختتم المتحدث كلامه قائلا "هذا الدعم ضروري بالنسبة للأطفال حتى يتم تأهيلهم للعودة إلى المدارس".
وتشهد سوريا أزمة سياسية منذ منتصف مارس/آذار 2011 ، بدأت باحتجاجات شعبية ضد نظام بشار الأسد للمطالبة بإصلاحات سياسية في ظل حراك "الربيع العربي" الذي امتد لدول أخرى بالمنطقة، وسرعان ما تحولت لنزاع مسلح أودى حتى الآن بأرواح 100 ألف شخص، طبقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة. (إفي)