Investing.com - يرى المهتمون بسوق النفط أنه إذا كانت الأسعار في طريقها للعودة إلى مستوى 100 دولار للبرميل الواحد، فإن هذا سوف يحدث بحلول عام 2020، لكن التجار والاستشاريين يتوقعون أن تظل الفوائض موجودة وعدم حدوث أي عجز يرفع الأسعار.
ويعود ذلك إلى ارتفاع إمدادات النفط الصخري وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، واحتمالية اندلاع حرب تجارية على نطاق واسع بين الصين وأمريكا، حيث يرى "روجر ديوان" محلل النفط لدى "آي إتش إس ماركيت" إن تحقيق التوازن في 2020 يبدو مقلقًا مع احتمالات تراجع الطلب.
في الوقت الذي يترقب فيه العالم تقرير وكالة الطاقة الدولية عن أداء السوق المتوقع خلال العام المقبل، أعطت بيانات الشركات الاستشارية وتجار النفط لمحية أولية، وكشفت أن السوق في أحسن أحواله وسيكون متوازنًا، ولكن في الغالب ستجاوز العرض الاستهلاكي بفارق كبير.
وبالفعل، بدأ سوق النفط يعكس احتمال وجود فائض بحلول عام 2020، فبالرغم من تقلص الفجوة بين العرض والطلب نتيجة أزمة تلوث خطوط الأنابيب الروسية، والعقوبات الأمريكية على فنزويلا وإيران، تراجعت الأسعار إلى ما دون الـ 60 دولار خلال الأسبوع الماضي، مقابل 75 دولار في نهاية أبريل 2019.
ومن جانبها، قالت "أمريتا سين" كبيرة محللي النفط لدى "إنرجي أسبكتس"، إن السوق يتساءل، لماذا يجب على المتداولين تحمل مخاطر الرهان على النفط ما دامت توقعات المستقبل تبدو قاتمة جدًا في الوقت الراهن؟.
لم يخطيء المتفائلون تجاه آفاق سوق النفط في تحليلهم للعام القادم، فالتغيرات المرتقبة على قواعد الوقود البحري المعروفة باسم "آي إم أو 2020" من المؤكد أنها ستزيد الطلب على الديزل، ما قد يدفع هذا الجانب من السوق إلى العجز، ولكن نمو العرض الذي تغذيه صناعة النفط الصخري بالولايات المتحدة ما زال يؤثر بشكل قوي في السوق.
يرى محللو "مورجان ستانلي (NYSE:MS)" في لندن، أن هناك أدلة متزايدة على تباطؤ حاد محتمل في الطلب أكثر من المتوقع، حيث إن نمو استهلاك النفط لدى كبار المستهلكين تعثر في مارس الماضي على أساس سنوي، قبل ازدياده بشكل طفيف في أبريل بحسب البيانات الأولية.
تتركز النظرة المبدئية لعام 2020 من قبل مستشاري النفط بالإجماع حول احتمال نمو العرض، وهي وجهة نظر تشترك فيها شركات تداول السلع الأساسية في القطاع الخاص، وتظل مسألة الفوائض الأبرز بها نظرًا لعدم توقع أحد تعافي الإنتاج الإيراني والفنزويلي.
يتوقع أغلب الاستشاريين تركز الفائض في المنتجات المكررة أكثر من الخام، وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها لتوقعات الخمس سنوات من 2019 وحتى 2024 إن الطلب خلال عام 2020 سوف يصل إلى 102 مليون برميل يوميًا، على أن يبلغ الإنتاج خارج منظمة "أوبك" 71.9 مليون برميل يوميًا.