تتراوح نسبة «الخسية» أو الفقد فى كيلو الذهب خلال التصنيع بين 100 و150 جراماً، من بينها «خسية معدومة» لا تسترد تتراوح بين 10 و30 جراماً، بخسارة تتراوح بين 8 و20 جنيهاً فى الجرام لكل كيلو.
وقال جورج ميشيل، رئيس نقابة تجار وصناع الذهب والمجوهرات، إنَّ مصنعى الذهب اليوم أكثر حرصاً على الاستفادة من مخلفات المصانع والورش، لاستخلاص الذهب المفقود منها خلال التصنيع؛ لأنها قيمة مضافة فى ظل ارتفاع أسعار الذهب.
أضاف أنه خلال السنوات الماضية، حينما كان سعر جرام الذهب عيار 21 لا يتجاوز 30 جنيهاً، لم يكن المصنعون يهتمون بالفاقد خلال التصنيع.
وأوضح «ميشيل»، أنه مع مرور الوقت وارتفاع أسعار الذهب، اتجه المصنعون لتقليل فاقد الذهب خلال التشغيل أو ما يعرف بـ«الخسية» حتى أصبح لها حسابات محددة.
وقال إن كل ورش ومصانع الذهب فعَّلت إجراءات تستهدف تقليل الفاقد خلال التشغيل، واستخلاصه مرة أخرى من مياه الصرف الصحى والمخلفات.
أضاف أن المصانع الكبيرة تمتلك منظومة محكمة لاستخلاص الذهب المهدر، بخلاف الورش الصغيرة بمنطقة الصاغة، والتى تحاول فقط تقليل نسبة الهدر، ولذلك ظهرت بعض الفئات المستفيدة مثل زبال الذهب الذى يخرج ليلاً للبحث عن أى قطع صغيرة مفقودة أو يكنس شوارع الصاغة أو يجمع تراب الورش.
وأوضح أن صناعة الذهب تختلف عن صناعات أخرى، وكل جرام من الذهب هو جزء من رأسمال المصنع، وتضم كل شركة مغسلة ومحرقة وصرفاً صحياً محكماً؛ لضمان استخلاص الذهب المهدر خلال عمليات التصنيع.
وقال إنَّ المغسلة تستخدم فى غسيل ملابس العمال بصورة دورية؛ لضمان تجميع برادة الذهب العالقة بها، والمحرقة لحرق التراب الذى يتم تجميعه من تنظيف الأقسام المختلفة، أما الصرف الصحى، فكل شركة تقوم بعمل صرف صحى خاص بها ومغلق، من خلال حجرات تفتيش تشبه درجات السلم لضمان ارتطام مخلفات الصرف بها، ما يساعد على ترسيب الذهب بها، مع إضافة بعض المواد الكيميائية المساعدة.
أضاف أن أهل الصاغة يطلقون على هذه العملية «بتاية»، وتعتمد على تجميع برادة الذهب خلال التشغيل؛ حيث يقوم العامل بغسيل يديه فى براميل من الماء، فيتم ترسيب الذهب به، بالإضافة إلى «كنس» الورشة بصورة يومية، وبعد تجميع التراب يتم حرقه، ثم بيعه أو تجميع كميات كبيرة لاستخلاص الذهب بنفس الطريقة السابقة.
وأشار إلى أن عملية استخلاص الذهب من مخلفات الصرف الصحى، تتم من خلال تعريضها للهواء وتجفيفها وحرقها، ثم يقومون بعمل ما يسمى «التعويم»؛ حيث يضاف على الذهب زئبق وماء نار، بنسب تقريبية، ويتم ذلك فى أوعية خاص، فيترسب الذهب فى الأسفل ويطفو التراب على السطح.