خصم 50%! استثمر بذكاء في 2025 مع InvestingProاحصل على الخصم

الصراع مع روسيا يعيد الأوروبيين مع دخول الشتاء إلى عصور ما قبل الغاز

تم النشر 26/09/2022, 17:33
© Reuters.  الصراع مع روسيا يعيد الأوروبيين مع دخول الشتاء إلى عصور ما قبل الغاز
NG
-

قالت وكالة أسوشيتد برس للأنباء إن أوروبا تستعد لخيار شتاء بارد على غير المعتاد هذا العام نتيجة أزمة نقص إمدادات الغاز الروسي، مشيرة إلى أن كل شيء لدى الأوروبيين في حياتهم اليومية قد بدا وكأنه يستعد لشتاء لا مثيل له في برودته هذا العام بسبب أزمة الطاقة وأنهم بدأوا ترتيب حياتهم على استهلاك أقل للغاز وحياة تخلو من الرفاهية “فمصابيح الإنارة مطفأة وأفران الطهو موصدة” حرصا على كل ذرة غاز.

وبحسب تقرير للوكالة اليوم الاثنين “يدرك الأوربيون أن أيام وفرة الغاز ورفاه العيش قد انقضت ولن تأتي هذا الشتاء وعلى الجميع الاستعداد لأسوأ أزمة نقص غاز في تاريخ أوروبا عادت بها إلى عصور ما قبل الغاز”.

ورصد تقرير الأسوشيتد برس، ملامح الحياة العامة لدى الأوروبيين التي بدأوا فيها استعداد لموسم الشتاء “الذي بلا غاز وفير هذا العام” فقالت إن الإماكن المغلقة في أوروبا باتت أشد برودة نتيجة تخفيف أحمال التدفئة، والبنايات التاريخية في عواصم أوروبا أضحت مظلمة، والخبازون قل إنتاجهم نتيجة تقليل ساعات عمل الأفران التي تعمل سواء بالغاز أو بالكهرباء، حتى أصحاب محال الخضر والفاكهة باتوا على شفا مهلكة قد تودي ببضائعهم إلى الفناء نتيجة تقليل عمل المبردات التي تعمل بالغاز.

وأشار التقرير إلى أن أوضاع المعيشة في غرب أوروبا نتيجة نقص إمدادات الغاز لا تقارن بأوضاع أشد وطأة يعيشها سكان الشطر الشرقي من القارة الأوروبية، فبحسب التقرير عاد كثير من سكان شرق أوروبا إلى اللجوء إلى استعمال الحطب كمصدر للطاقة والتدفئة، وأن 70 في المائة من المطاعم في شرق أوروبا وفي غربها باتت معظم قوائمها خالية من أطباق الشواء الذي يتطلب نضوجها طاقة أكبر وبالتالي فواتير استهلاك أعلى للطاقة والكهرباء.

ولم تخفف حزم المساعدات المقدمة من الحكومات الأوروبية لمواطنيها من وطأة الأزمة الراهنة في الطاقة حيث تنتظر الأوروبيين أزمة حادة في الطاقة هذا الشتاء، وقالت الأسوشيتد برس في تقريرها أن الحكومات الغربية قد لجأت إلى خيار ترشيد استهلاك الأوروبيين للكهرباء من خلال تطبيق نظام حصص الاستهلاك الكهربائي في المنازل وهي حصص يتمتع فيها الأوروبيون بنحو 10 في المائة فقط من الكهرباء التي كانوا يتمتعون في منازلهم بها قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وكشف استطلاع أجرته الأسوشيتد برس، عن أنه برغم قسوة الإجراءات الترشيدية للكهرباء التي لجأت إليها الحكومات الغربية وما فرضته من إجراءات صارمة للعيش لم يعتدها المواطن الأوروبي، إلا أن عموم الأوروبيين يتقبلون ذلك بقناعة كاملة حيث البديل سيكون شللا في حركة الصناعة وتشغيل مؤسسات الأعمال، وهي معادلة صعبة أدرك عقل المواطن الأوروبي أن عليه أن يتعايش معها حتى تنقشع الأزمة مع روسيا وتعاود حياة الأوروبيين سيرتها الأولى من الوفرة والطمأنينة والرفاه الكامل.

وبحسب الخبراء فقد أدرك الأوروبيون – كدرس مستفاد من الأزمة – أن اعتمادهم المطلق على إمدادات الطاقة القادمة من روسيا قد خلقت أزمات اقتصادية حادة في البنيان الاقتصادي الأوروبي وجعلته عرضة للتقلبات العاتية، بل وضربت استقراره في مقتل، غير الحكومات الأوروبية سرعان ما شرعت في إجراءات للتعامل مع هذا التهديد الناتج عن الأزمة الروسية الأوكرانية والتحرر من هيمنة روسيا على قطاع إمداد الطاقة في أوروبا الغربية.

ولتحقيق ذلك بدأت الحكومات الأوروبية في البحث عن مصادر إمداد بديلة للغاز القادم من روسيا، وشرعت في بناء احتياطيات غازية ضخمة وصلت الآن إلى نسبة 86 في المائة من إجمالي سعة مراكز تخزين الطاقة الغازية المسالة وذلك استعداد لمواجهة الشتاء، وهذه النسبة تفوق ما كانت تطمح إليه الحكومات الغربية من بلوغ مستويات التخزين نسبة 80 في المائة بحلول نوفمبر 2022.

وكشفت الاسوشيتد برس، عن نجاح خطة ترشيد استهلاك الإنارة في أوروبا في تسريع وتيرة نجاح خطة تخزين الغاز فعلى سبيل المثال تم خفض إنارة برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس بنسبة 15 في المائة عن المعتاد وهو ما يعني أن البرج سيكون معتما اعتاما تاما إما لمدة ساعة يوميا أو مضاء بقوة أقل على مدار اليوم، ويقول المراقبون أن المفاضلة بين هذا الخيار أو ذاك هي في حقيقتها لدى المواطن الأوروبي مفاضلة بين العيش في “رفاه واستمتاع أقل بالحياة أو إنقاذ تلك الحياة أصلا من الهلاك تجمدا في برد هذا الشتاء”.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومات الأوروبية كانت قد خصصت 500 مليار يورو لدعم أسعار الكهرباء منذ سبتمبر 2021 وتخفيف الوطأة عن دافعي الفواتير من مواطنيها وتخفيف الأعباء الضريبية على مؤسسات إنتاج الكهرباء من الرياح، لكن مؤسسة بروكيل للأبحاث الاقتصادية ومقرها بروكسل ترى أن استمرار هذا الدعم الحكومي لفواتير الطاقة للأوروبيين مستحيل أن يستمر وتتوافر له ديمومة البقاء مع تصاعد المواجهة والعقوبات مع روسيا واستخدامها الغاز كسلاح في معركتها مع الغرب الذي وجد نفسه مضطرا إلى خفض استهلاكه من الكهرباء بنسبة 40 في المائة عما كان الحال عليه قبل الأزمة مع روسيا.. غير أن مشكلة ارتفاع كلفة الكهرباء بالنسبة لمواطني بلدان الاتحاد الأوروبي الأقل دخلا لا زالت قائمة بل وتتصاعد في وقت تعجز فيه حكوماتها عن مواصلة دعم فواتير استهلاك المواطنين فعلى سبيل المثال أعلنت حكومة بلغاريا التي تعد أفقر بلدان الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين عن عدم استطاعتها دعم فواتير استهلاك البلغاريين البالغ عددهم 7 ملايين نسمة من الكهرباء وهو ما لم يدع أمامهم بديلا عن استخدام الحطب وحرق المخلفات كمصدر للطاقة.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.