(رويترز) - قالت روسيا يوم السبت إنها علقت مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والذي تم بوساطة من الأمم المتحدة، في أعقاب ما وصفته بهجوم كبير من طائرات مسيرة أوكرانية على أسطولها في شبه جزيرة القرم، ما يمثل ضربة لمحاولات تخفيف الضغط العالمي على إمدادات الحبوب.
وندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقرار وقال إنه "مشين تماما" وسيفاقم الجوع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية استخدمت 16 طائرة مسيرة في مهاجمة سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، وإن "متخصصين" من البحرية البريطانية ساعدوا في تنسيق الهجوم "الإرهابي".
وسيؤدي هذا التعليق إلى قطع صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئها الحيوية على البحر الأسود.
وقال بايدن للصحفيين في ولاية ديلاوير مسقط رأسه "لا يوجد شيء يستحق ما يفعلونه. تفاوضت الأمم المتحدة على ذلك الاتفاق وينبغي أن يكون ذلك نهاية الأمر".
وسمح الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بشحن الحبوب من أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر المصدرين في العالم، والتي أوقفها الغزو الروسي.
وأبلغت روسيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في رسالة اطلعت عليها رويترز بأنها ستعلق الاتفاق "إلى أجل غير مسمى" لأنها لا تستطيع "ضمان سلامة السفن المدنية" التي تُبحر بموجب هذا الاتفاق.
وكتب نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي على تويتر أن روسيا طلبت أيضا من مجلس الأمن الدولي الاجتماع يوم الاثنين لبحث هذا الهجوم.
وقالت بريطانيا يوم السبت إن مزاعم روسيا، ومنها قيام أفراد البحرية البريطانية بتفجير خطي أنابيب نورد ستريم الشهر الماضي، كاذبة وتهدف إلى تشتيت الانتباه عن الإخفاقات العسكرية الروسية.
وقالت روسيا إنها صدت الهجوم لكن السفن المستهدفة كانت من السفن المشاركة في تأمين ممر نقل الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت إن تعليق روسيا للاتفاق يتطلب ردا دوليا قويا من الأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين.
وقال زيلينسكي في خطاب مصور "هذه محاولة واضحة من روسيا للعودة إلى تهديد المجاعة واسع النطاق في أفريقيا وآسيا"، مضيفا أنه ينبغي طرد موسكو من مجموعة العشرين.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن موسكو تستخدم ذريعة كاذبة لتعليق الاتفاق.
وكتب كوليبا على تويتر "أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بوقف ألعاب الجوع التي تمارسها والعودة للالتزام بتعهداتها".
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان يوم السبت "يتعين على جميع الأطراف الامتناع عن أي إجراء أحادي من شأنه أن يعرض مبادرة حبوب البحر الأسود للخطر، وهي جهد إنساني مهم".
* مشكلات كبرى
منذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة في تركيا في 22 يوليو تموز، تم تصدير تسعة ملايين طن من الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت والصويا من أوكرانيا.
لكن قبل انتهاء مدة الاتفاق في 19 نوفمبر تشرين الثاني، قالت روسيا مرارا إن به مشكلات كبرى.
واشتكت كييف من أن موسكو منعت نحو 200 سفينة من تحميل شحنات الحبوب.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة على اتصال بالسلطات الروسية بشأن الوضع.
وقال مارتن جريفيث منسق مساعدات الأمم المتحدة يوم الأربعاء إنه "متفائل نسبيا" بأن يمتد الاتفاق، الذي سمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، إلى ما بعد منتصف نوفمبر تشرين الثاني.
وناشد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الطرفين تجديد الاتفاق.
وقال وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف في وقت سابق يوم السبت إن روسيا مستعدة لتوريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى الدول الفقيرة خلال الأشهر الأربعة المقبلة مجانا بمساعدة تركيا، وأن تستبدل إمدادات الحبوب الأوكرانية.
وأضاف "مع الأخذ في الاعتبار حصاد هذا العام، فإن روسيا الاتحادية على استعداد تام لاستبدال الحبوب الأوكرانية وتقديم الإمدادات بأسعار معقولة لجميع الدول المهتمة".
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)