من فاليري فولكوفيتشي
شرم الشيخ (مصر) 7 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الدول المجتمعة في شرم الشيخ بمصر لحضور محادثات المناخ (كوب27) يوم الاثنين تواجه لحظة فارقة إذ عليها الاختيار بين العمل سويا الآن لخفض الانبعاثات أو الحكم على الأجيال القادمة بمواجهة كارثة مناخية.
وكان من الواضح أن جوتيريش أراد بخطابه التأكيد على الحاجة الملحة لتحرك الحكومات في بداية محادثات تستمر على مدار أسبوعين حول كيفية تجنب أسوأ عواقب تغير المناخ، حتى في الوقت الذي تنصرف فيه أنظارهم عن هذا الملف بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا وتفشي التضخم ونقص موارد الطاقة.
وقال جوتيريش للوفود المجتمعة في منتجع شرم الشيخ الساحلي "البشرية أمامها خياران: التعاون أو الهلاك". ومن المقرر أن يلقي قادة دول من بريطانيا إلى السعودية بكلمات في وقت لاحق.
ودعا جوتيريش إلى التوصل إلى اتفاق بين أغنى دول العالم وأفقرها لتسريع الانتقال من الوقود الأحفوري وتسريع عملية تقديم التمويل اللازم لضمان مساعدة البلدان الفقيرة على تقليل الانبعاثات والتعامل مع الآثار الحتمية للاحتباس الحراري.
وأضاف "أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، عليهما مسؤولية خاصة لتوحيد الجهود لجعل هذا الاتفاق حقيقة واقعة".
كما طلب جوتيريش من الدول الموافقة على التخلص التدريجي من استخدام الفحم، وهو أحد أكثر أنواع الوقود إطلاقا للكربون، لحين الاستغناء عنه نهائيا بحلول عام 2040 على مستوى العالم، على أن تحقق الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هذا الهدف بحلول عام 2030.
* الإمارات ستواصل إنتاج النفط والغاز
مباشرة بعد خطاب جوتيريش، اعتلى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المنصة وقال إن بلاده، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ستواصل إنتاج الوقود الأحفوري ما دامت هناك حاجة له.
وأضاف أن "دولة الإمارات تعتبر مزودا مسؤولا للطاقة وسوف تستمر في هذا الدور طالما كان العالم في حاجة إلى النفط والغاز".
وستستضيف الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ العام المقبل والذي سيحاول إتمام الاتفاقات التي تم التوصل إليها العام الماضي في بريطانيا وفي محادثات شرم الشيخ هذا العام.
وقال رئيس الإمارات أنه خلال قمة كوب28 المقرر عقدها العام المقبل في مدينة إكسبو دبي "سنركز على دعم تنفيذ مخرجات المؤتمرات السابقة... وكذلك إنجاز أول تقييم عالمي للتقدم في اتفاق باريس في المناخ".
وتعهد الموقعون على اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 بالعمل على تحقيق هدف طويل الأجل يتمثل في الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وكان العلماء قد حددوا هذا السقف لتجنب تغير كارثي للمناخ.
وقال جوتيريش إن هذا الهدف لن يصمد إلا إذا تمكن العالم من تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي لرويترز على هامش المؤتمر إن هناك حاجة للوصول بمتوسط سعر انبعاثات الكربون إلى 75 دولارا للطن على الأقل على مستوى العالم بنهاية العقد، حتى تنجح أهداف المناخ العالمية، مضيفة أن وتيرة التغيير في الاقتصاد الحقيقي لا تزال "بطيئة للغاية".
وفي غضون ذلك، قالت منظمة التجارة العالمية في تقرير لها نُشر يوم الاثنين إنه يتعين عليها إزالة الحواجز التجارية أمام الصناعات منخفضة الكربون من ضمن إجراءات أخرى تهدف إلى معالجة الضرر الذي تلحقه التجارة العالمية بالمناخ.
(إعداد أحمد السيد للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)