Investing.com - أضافت المواجهات عالية المخاطر بشأن رفع سقف الديون الأمريكية المزيد من الأجواء الدرامية على المشهد السياسي والاقتصادي في الداخل الأمريكي لما له أهمية قصوى سواء داخليًا أو خارجيًا. لكن ماذا يعني كل هذا بالنسبة للذهب؟
اقرأ أيضًا
رد صادم من أوبك على قرار خفض روسيا لإنتاجها.. ومكاسب النفط تصل لـ 9% أسبوعيًا
عاجل: الدولار يعود للمسار الهابط مرة أخرى.. مؤشرات هامة قد تسقطه بلا عودة
عاجل: الذهب يتحول للصعود بعد تخبط شديد.. وانقلاب منحنى العائد يبدد الآمال
الطرق مقفلة أمام الفيدرالي.. من الضروري رفع الفائدة لهذه النسبة!
سيناريو التخلف عن السداد
كثيرا ما توصف هذه القضية المضطربة بـ "المسرح السياسي"، مع تأثير محدود على العديد من الأصول، بما في ذلك الذهب. ومع ذلك، نظرًا لأن القضية تكتسب أهمية أكبر، مع عدم تمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق من الحزبين لرفع الحد الفعلي لبطاقة الائتمان في البلاد في الوقت المناسب، فإن سيناريو التخلف عن سداد الديون الأمريكية الذي لا يمكن تصوره يبدأ في التأثير على الأسواق.
وصلت الولايات المتحدة بالفعل إلى حد الاقتراض البالغ 31.4 تريليون دولار في أواخر يناير، وبدأت وزارة الخزانة الأمريكية في استخدام "إجراءات استثنائية"، بما في ذلك تعليق الاستثمارات لحسابات حكومية مختارة، لدفع جميع فواتير البلاد.
وإذا لم يتم رفع سقف الديون بحلول يونيو، فقد تنفد أموال الحكومة الفيدرالية. هذا هو السبب في أن الدعوات الصادرة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تزداد يأسًا.
دعت يلين، يوم الإثنين، الكونجرس مرة أخرى إلى رفع حد الديون الأمريكية، مشيرة إلى أن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى "كارثة اقتصادية ومالية".
يوم الثلاثاء، قال باول إنه لا ينبغي للمستثمرين الاعتماد على بنك الاحتياطي الفيدرالي لحماية الاقتصاد الأمريكي إذا لم يتم رفع سقف الديون في الوقت المناسب. كما استبعد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي فكرة عملة تريليون دولار وشدد على أن هناك طريقة واحدة فقط للتعامل مع المشكلة: "رفع الكونجرس سقف الديون في الوقت المناسب. هذا ما يجب أن يحدث. إذا لم يحدث ذلك، فلا يمكن لنا أن نصدق أن الاحتياطي الفيدرالي يمكنه حماية الاقتصاد الأمريكي ".
في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء، ناشد بايدن الجمهوريين أيضًا من أجل الوحدة لرفع سقف الديون. وقال "بعض أصدقائي في الجمهورية يريدون أخذ الاقتصاد رهينة ما لم أوافق على خططهم الاقتصادية".
ماذا حدث في عام 2011؟
كانت المرة الأخيرة التي أثر فيها الجدل حول سقف الديون بشكل كبير على الأسواق في أغسطس 2011، عندما لم يتمكن الجمهوريون والديمقراطيون من الاتفاق وانتهى الأمر برفع السقف قبل ساعات فقط من الموعد النهائي.
نتيجة لذلك، كان للأصول الخطرة رد فعل سلبي مع بيع الدولار الأمريكي، وهبوط الأسهم، واتساع هوامش الائتمان. أيضًا، انتهى الأمر بمؤشر ستاندرد آند بورز بخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل للولايات المتحدة من AAA إلى AA +.
هناك سيناريو مماثل غير مستبعد هذه المرة، حيث بدأت للتو مفاوضات رفع سقف الديون. وبينما يتصارع السياسيون على هذا الأمر، يتوقع المحللون تقلبات متزايدة في السوق، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لشهر يونيو.
وقال جي بي مورجان (NYSE:JPM): "قد يكون التأثير كارثيًا من الناحية الاقتصادية (من خلال ركود عالمي محتمل) ومزعج للمستثمرين (على سبيل المثال، من خلال استمرار ارتفاع تكاليف الاقتراض من وزارة الخزانة)". "إذا كان من الممكن الاستدلال بالتاريخ، فإننا نتوقع من صانعي السياسة أن يتوصلوا في النهاية إلى حل وسط وأن يكون التأثير قصير الأجل."
ماذا يعني كل هذا بالنسبة للذهب؟
عند محاولة تحليل التأثير على الذهب، من المفيد أن ننظر إلى الوراء في كيفية أداء المعدن الثمين حتى أغسطس 2011 وما تلاه. انتهى الأمر بالذهب في الصعود في أغسطس وسبتمبر 2011، مخترقًا 1900 دولار للأوقية للمرة الأولى ووصل إلى مستوى قياسي في ذلك الوقت عند 1910 دولارًا للأوقية.
ومع ذلك، فإن الحل النهائي لسقف الديون كان بمثابة ذروة في الذهب. المرة التالية التي تمكن فيها المعدن النفيس من اختراق 1900 دولار للأوقية كانت في يوليو 2020.
يمكن أن يحدث نمط مشابه هذه المرة، حيث سيتقدم الذهب صعوديًا بالقرب من يونيو، وبعد ذلك بمجرد رفع سقف الديون، ستشهد الأسعار نوعًا من الذروة، على الأقل على المدى القريب، وفقًا لما صرح به مايكل بطرس، كبير المحللين الاستراتيجيين في Forex.com.
أوضح بطرس : "في السيناريو الذي نقترب فيه من التخلف عن السداد، يصبح الذهب فرصة. ولكن بمجرد حدوث الانفجار والحصول على حل، نشهد حتمًا عمليات بيع أكبر في الذهب - وتسييل سريع في بعض تلك الأيادي الطويلة. من وجهة نظر التوقيت، قد يكون قرار سقف الديون في الواقع أعلى مستوى على المدى القريب وقد يحافظ على السعر لبعض الوقت".
الشراء بناءً على الإشاعة
قال شون لوسك، المدير المشارك لشركة والش تريدينج، إن الدروس المستفادة من عام 2011 يمكن أن تكون "الشراء بناءً على الإشاعة، والبيع بناءً على الحقيقة".
قال لاسك: "بالنظر إلى حالة عدم اليقين في تلك السنوات، كان الذهب يزيد عن 1900 دولار للأوقية قبل أن يبدأ في الانخفاض مرة أخرى". . "إنني أتطلع إلى أسعار 2011، مع ارتفاع الذهب خلال الجزء الأول من العام ثم انخفاضه."
وأضاف لوسك أن تخفيضات أسعار الفائدة وانخفاض الدولار الأمريكي صاحبا أيضًا ارتفاع الذهب في عام 2011.
وأضاف بطرس أنه من المنظور قصير المدى، من المرجح أن يشهد الذهب مزيدًا من التماسك قبل حركته الكبيرة التالية إلى الأعلى.
"أحد المستويات الرئيسية التي أبحث عنها هو 1،807 دولارًا أمريكيًا. يجب أن يحافظ هذا على الدعم خلال الأسبوعين المقبلين. إذا تمكنا من الحفاظ عليه واستقراره فوق ذلك، فستتطلع إلى مستوى أعلى بشكل جانبي."
الذهب.. أوقات غير مستقرة
الذهب هو أحد الأصول التي توصي جيه بي مورغان بالاحتفاظ بها خلال هذا الوقت. قال جيه بي مورجان في تقرير الشهر الماضي: "إن احتمال حدوث اضطراب في سقف الديون يضيف دافعًا آخر للمستثمرين العالميين لإعادة توازن الأوزان الأمريكية الزائدة عبر فئات الأصول. ضع في اعتبارك العملات والمعادن الثمينة مثل الين الياباني والفرنك السويسري والذهب".
الذهب هو الأصل الذي يلجأ إليه الكثيرون خلال هذه الأوقات غير المستقرة لأنه خارج النظام.
قال إيفريت ميلمان، خبير المعادن الثمينة في غينزفيل كوينز: "في أي وقت يأتي الإنفاق الحكومي، فإنه يجعل الذهب أكثر جاذبية لأنه أصل محايد. إنه لا يخضع لسياسة الحكومة فيما يتعلق بالارتفاع أو الانخفاض في القيمة مثل الدولار الأمريكي" .
في نهاية اليوم، نظرًا لأن قضية سقف الديون هي في الغالب مسرحية عظيمة، فإن التأثير على الذهب سيكون مؤقتًا.
وقال ميلمان: "ينتهي بهم الأمر دائمًا برفع سقف الديون في النهاية". "لكن مثال 2011 هو مثال مثير للاهتمام لأنه عندما تكون هناك مخاوف من أن النظام المالي على أرضية متزعزعة، يمكن أن يتحول سقف الديون من قضية غير متعلقة إلى شيء يجعل الناس أكثر خوفًا بشأن استقرار الحكومة واستقرار النظام المالي."
وكان الذهب دائمًا وسيلة آمنة لتخزين الثروة. وأضاف ميلمان: "إنه البديل المنطقي للاضطرار إلى الوثوق بالحكومة لإدارة النظام المالي. لن أتفاجأ على الإطلاق برؤية هذا الأمر يدفع المزيد من الاهتمام بالذهب، ربما من المتداولين والمستثمرين الذين لم يهتموا بالمعادن الثمينة ".
---
ابق مطلعًا على السوق..واجعل أخبار الاقتصاد قريبة منك دائمًا
تقدم إنفستنج خدمة اقتصادية شاملة من بيانات حية وأخبار متدفقة وتنبيهات فورية ومحافظ خاصة وأدوات لمتابعة استثمارك على موقعنا أو تطبيقنا.
يمكنك متابعتنا على جميع وسائل التواصل الاجتماعي:
اليوتيوب: https://www.youtube.com/@investingcomsa
الفيس بوك: https://www.facebook.com/investingcomSA