من مها الدهان
دبي (رويترز) - قال سلطان الجابر مبعوث الإمارات للمناخ والمعين لرئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) يوم الأربعاء إن أولويته القصوى ستكون الإبقاء على هدف الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية قائما في وقت يتخلف فيه العالم عن هذا الهدف.
وتجاهل الجابر الانتقادات التي أثارها تعيينه رئيسا لمؤتمر كوب28 بالنظر لكونه يرأس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) العملاقة، وقال لرويترز في أول تصريحات علنية له بشأن الأمر إن مكافحة تغير المناخ تتطلب جهدا موحدا.
وتستضيف الإمارات، وهي مُصدر رئيسي للنفط وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، قمة المناخ هذا العام لتكون ثاني دولة عربية تستضيف المؤتمر بعد مصر التي استضافت نسخة عام 2022. وأثار تعيين الجابر قلق الناشطين من أن صناعة الوقود الأحفوري ستهيمن على طريقة استجابة العالم لأزمة الاحتباس الحراري.
وقال الجابر في أول مقابلة له منذ تكليفه بهذا الدور "لا نية لدي على الإطلاق للانحراف عن هدف 5.1... فالإبقاء على هدف 1.5 قائما أولوية قصوى وسيكون له تأثيره على كل ما أقوم به".
وسيتضمن المؤتمر المقرر عقده في دبي في الفترة من 30 نوفمبر تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر كانون الأول أول تقييم عالمي للتقدم الذي تم إحرازه منذ اتفاق باريس التاريخي عام 2015 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبصفته رئيسا للمؤتمر سيساعد الجابر في وضع جدول أعمال المؤتمر والمفاوضات بين الحكومات.
وقال إنه سيركز على تحقيق توافق وإنه مستعد للاستماع لكافة الأطراف التي تريد الانخراط بشكل إيجابي.
وتابع "أمامنا تحد كبير".
وعند سؤاله عن الانتقادات، رد بالقول "ماذا لو استفدنا من قدرات الجميع ونقاط قوتهم وكافحنا التغير المناخي بدلا من ملاحقة بعضنا البعض".
ولدى الجابر خبرة تمتد لعقد في مجال دبلوماسية المناخ، وبالتالي فإن لديه المقومات لهذه المهمة البيئية البارزة.
وكان أول منصب يشغله كرئيس تنفيذي هو لشركة (مصدر)، وهي شركة للطاقة الخضراء في أبوظبي أسسها عام 2006، وقد أصبحت الآن من بين أكبر الشركات على مستوى العالم للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة.
وأوضح الجابر لرويترز أن هذه التجربة هي التي دفعت القيادة الإماراتية إلى تكليفه برئاسة أدنوك مع تكليفه بمهمة قيادة عملية "تحويل (في الشركة) وخفض انبعاثاتها الكربونية وتأهيلها للمستقبل".
- الموازنة بين الشغف والواقعية
يقول العلماء إن اتفاق باريس يلزم الدول بالحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة العالم عند أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة وأن تضع صوب أعينها هدف 1.5 درجة مئوية، وهو مستوى يقول العلماء إن تجاوزه قد يفتح الباب على مصراعيه لتداعيات مناخية أكثر حدة.
ولفت الجابر إلى أن هناك حاجة إلى "تصحيح كبير في المسار" للالتزام بالهدف. وقال "إننا بحاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا، فنحن نعلم أن العالم كله بعيد عن المسار الصحيح".
وأضاف أن هناك حاجة لنهج يشمل الجميع بما في ذلك شركات النفط والغاز حتى تكون جزءا من الحل بدلا من تصنيفها كجزء من المشكلة.
وبينما عبر الجابر عن تقديره لشغف نشطاء المناخ وضرورة الاستماع لهم، قال "عليك أن توازن بين الشغف والواقعية، وهذا ما نحتاج إلى التركيز عليه".
وفيما يتعلق بالحاجة لحشد المزيد من رأس المال، تحدث عن إصلاح المؤسسات المالية الدولية والانخراط مع القطاع الخاص.
وتابع "سيكون القطاع الخاص مهتما باستكشاف الفرص خاصة في المجتمعات المعرضة للخطر إذا توافرت أدوات ميسرة مدعومة من قبل المؤسسات المالية الدولية للمساعدة في تقليل المخاطر".
ورأى أن نموذج (الشراكة الانتقالية للطاقة العادلة) الذي تمت الموافقة عليه لجنوب أفريقيا في كوب26 وإندونيسيا في كوب27 طريقة ناجحة لدفع التقدم في الاقتصادات التي تمر بمرحلة تحول وأنه يتعين التوسع فيها.
(إعداد مروة غريب للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)