Investing.com - قد توفر التوترات الجيوسياسية المتصاعدة دعمًا حاسمًا للذهب ودفع الأسعار في النهاية إلى ما فوق 2000 دولار للأوقية، وفقًا لمحللي السلع الأساسية لدى بي سي ايه ريسرش.
وذكرت شركة الأبحاث التي تتخذ من مونتريال مقراً لها، في مذكرة بحثية نُشرت في أواخر الشهر الماضي، أنها رفعت السعر المستهدف لسعر الذهب في نهاية العام إلى 2000 دولار للأونصة مع بدء ظهور اقتصادات وقت الحرب في الغرب وخطر "الهيمنة المالية" المستمر في النمو.
صفقة رابحة..هكذا لا تضيع أموالك
تربع الذهب على عرش الأصول الاستثمارية الآمنة خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك لكونه الأداة الأكثر أمانًا لحفظ وتعظيم للأموال، سواء كان ذلك بالادخار أو الاستثمار أو حتى المضاربة.
وفي هذا الويبينار المجاني المقدم من "إنفستنغ السعودية" سنتعرف على تفاصيل مهمة حول تداول الذهب، وذلك من خلال تحليل فني وأساسي شامل يقدمه خبير التداول أ. غيث أبو الهلال.
ما الذي سيدفع الذهب لأعلى؟
وكتب روبرت رايان، كبير المحللين الاستراتيجيين للسلع والطاقة لدى بي سي إيه والكاتب الرئيسي لأحدث تقرير، أنه " ستزداد مخاطر الهيمنة المالية، في الوقت الذي تفرض السلطات النقدية معدلات الفائدة ذات المستويات المنخفضة، في ضوء استمرار سياسة الحكومة التي تحركها ضرورات البيئة والدفاع في التوسع في الغرب".
ومنذ تصريحات بي سي إيه الشهر الماضي، تدهورت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والصين بشكل أكبر بعد أن أسقطت الولايات المتحدة بالون تجسس صيني قبل أسبوعين.
هذا وقد أثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن استمرار تصعيد الحرب في أوكرانيا خلال نهاية الأسبوع، حيث تفكر الصين في تزويد روسيا بـ "دعم فتاك".
وفي الوقت نفسه، أجرت الصين مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا وجنوب إفريقيا بعد أن أكلمت الحرب في أوكرانيا إلى عام كامل.
حرب أوكرانيا ستنتهي؟
وأشار رايان إلى أن ارتفاع حالة عدم اليقين الجيوسياسي يأتي مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية. وأضاف أنه في الوضع الحالي.
وفي الوقت نفسه، تتوقع بي سي إيه أن الصراع المستمر في أوكرانيا سيستمر في تعطيل أسعار السلع الأساسية، مما يحافظ على ارتفاع التضخم. وأضاف رايان أن اضطرابات السوق والتزام الدول الغربية بتطوير البنية التحتية للطاقة الخضراء وزيادة الإنفاق الدفاعي كلها عوامل ستستمر في دعم ارتفاع التضخم.
التضخم لن يصل إلى 2%
وقال المحللون إنهم يرون أن معدل التضخم الرئيسي سيتراوح بين 4٪ و5٪ خلال السنوات القليلة المقبلة.
وقال المحللون في التقرير إن: "أسعار السلع ستظل متقلبة هذا العام أيضًا، حيث تتدخل الحكومات - بشكل أساسي في الاتحاد الأوروبي - في الأسواق". و"إذا تدهور موقف روسيا في الحرب، فقد يتصرف بوتين وحكومته بشكل غير عقلاني ويتخذ إجراءات أكثر تطرفاً. ويشمل أحد هذه الإجراءات قطع إمدادات النفط الخام و / أو المنتجات النفطية العالمية، مما يؤدي إلى حدوث صدمة عالمية في إمدادات النفط. وفي الوقت الذي يسود فيه عدم اليقين على مستوى العالمي مع انخفاض المعدلات الحقيقية في الولايات المتحدة، سوف يتدفق المستثمرون على الذهب باعتباره استثمار آمن".
الهجمة على الدلورة
ويعد التأثير المتزايد على الدولار الأمريكي جانبًا إيجابيًا آخر للذهب وسط التوتر الجيوسياسي المتزايد. وقالت بي سي إيه إنها تتوقع زيادة هامشية في تجارة البترو يوان حيث تشتري الدول النفط بعملة الصين.
وصرحت بي سي إيه أنه على الرغم من أن هذا الاتجاه لن يشهد نموًا هائلاً هذا العام، إلا أنه لا يزال كافياً لتعطيل دور الدولار الأمريكي كعملة احتياطية في العالم، كما أن ضعف الدولار من العوامل الأقل في إحداث تأثيرًا معاكسًا على أسعار الذهب.
وقال المحللون: "لا يتوقع الاستراتيجيون الجيوسياسيين لدينا أن تخزن المملكة العربية السعودية الجزء الأكبر من ثروتها في شكل عملات غير الدولار، أو الانفصال عن الولايات المتحدة وإعادة تنسيق استراتيجيتها الوطنية مع الصين، لكنهم يؤيدون أن السعوديين يمكنهم التحوط ضد الدولار".
كما أشارت بي سي إيه إلى أن الاتجاه العالمي للتحول بعيدًا عن الدولار قد يدعم الذهب في ضوء مواصلة البنوك المركزية تنويع ممتلكاتها في عام 2023.