Investing.com - أدت اضطرابات القطاع المصرفي والمخاوف بشأن الاقتصاد إلى وصول أسعار الذهب إلى 2000 دولار للأوقية لأول مرة منذ عام، ولكن يبقى السؤال، هل يواصل الذهب صعوده أم يتحول للانخفاض؟
قفزت العقود الآجلة للذهب الأكثر تداولاً بنحو 8٪ إلى 1984.50 دولارًا هذا الشهر، لتصل إلى أعلى مستوى خلال اليوم عند 2014.90 دولارًا الأسبوع الماضي وفي طريقها لتحقيق أكبر زيادة شهرية بنسبة مئوية منذ يوليو 2020. إذ لم تتجاوز الأسعار 2000 دولار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الربيع الماضي، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
بيد أن المكاسب الأخيرة قد أثارت مخاوف من أن أزمة مصرفية قد تدفع الاقتصاد إلى الركود.
اقرأ أيضًا
الذهب يُغير مساره مترقبًا بيانات هامة.. وتوقعات بسقوطه نحو الـ 1920!
الدولار يسقط ويقترب من خسارة 2% في مارس..وبيانات هامة تعيد الفيدرالي للمشهد
مزيد من المكاسب
وفي الوقت نفسه، أدى اندفاع المستثمرين إلى استثمارات أكثر أمانًا إلى انخفاض عائدات السندات الحكومية، مما زاد من الجاذبية النسبية للذهب. كما أدى الانخفاض في العائدات إلى إضعاف الدولار بشكل طفيف، مما جعل الذهب - الذي يتم تسعيره بالدولار - أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين الأجانب، وفقًا لوول ستريت جورنال.
وقال العديد من المحللين والمستثمرين إن الاضطرابات المصرفية تنذر بتوقف مؤقت في حملة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لزيادة أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى مزيد من المكاسب بالنسبة للذهب.
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية الأسبوع الماضي بينما أشار إلى أن الضغط على النظام المصرفي قد ينهي رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما توقعه المستثمرون أو المسؤولون مؤخرًا.
أسهم شركات الذهب
كانت أسهم الشركات المنتجة للذهب من أفضل الشركات أداءً هذا الشهر. ارتفعت أسهم شركة Newmont Corp بنسبة 11٪ تقريبًا، وارتفعت أسهم شركة Barrick Gold Corp المدرجة في كندا بنحو 14٪، وتقدم Kinross Gold Corp بنحو 27٪. هذا بالمقارنة مع مكاسب بنسبة 1.5٪ لمؤشر S&P 500، وفقًا لوول ستريت جورنال.
وأظهرت بيانات EPFR أن المستثمرين ضخوا حوالي 1.26 مليار دولار في صناديق الذهب المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة خلال الأسبوع المنتهي في 22 مارس، وهو أكبر صافي تدفق أسبوعي منذ أبريل 2022.
وقال تود جونز، كبير مسؤولي الاستثمار في Gratus Capital في أتلانتا: "إنه يخطط لشراء أسهم في صناديق الذهب لأول مرة منذ أزمة الديون الأوروبية في عام 2009".
وأضاف جونز: "خلال فترات فقدان الثقة في النظام المالي، يميل الذهب إلى أن يكون الأفضل".
امتلاك الذهب
أدى الاضطراب المصرفي إلى تجاوز أسعار الذهب 2000 دولار لأول مرة منذ حرب روسيا وأوكرانيا، عندما أدت المخاوف بشأن الحرب إلى خسائر في استثمارات أخرى إلى ارتفاع في المعدن الثمين. لكن تحركات أسعار الفائدة القوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وعوائد السندات المتزايدة، المعدلة وفقًا للتضخم، أثرت على الأسعار خلال الفترة الماضي، وفقًا لوول ستريت جورنال.
ومع ذلك، ارتفعت الأسعار مرة أخرى هذا العام، ورفعتها أولاً الآمال في أن يؤدي تباطؤ النمو وتباطؤ التضخم إلى تراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي، ثم المخاوف من أن تؤدي المشاكل المصرفية إلى تباطؤ.
بيد أن هذه المخاوف أدت إلى بعض التقلبات الكبيرة في الأسعار. حيث سجل مؤشر تقلب الذهب لمجموعة CME مؤخرًا أعلى مستوى له منذ الربيع الماضي. كان المتداولين أيضًا يستعدون لمخاطر صعودية أكبر من مخاطر الهبوط في المستقبل.
وفي الوقت نفسه، الصورة في الأسواق والاقتصاد لا تزال غامضة. إذ عززت المكاسب الأخيرة في الأسهم الآمال في تراجع الاضطرابات المصرفية. وإذا ظل التضخم ساخنًا، قد يدفع ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى استئناف زيادات أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام مما يضر بالذهب، وفقًا لوول ستريت جورنال.
لكن في الوقت الحالي، يراهن البعض على أن مكاسب الذهب يمكن أن تستمر.
وقال مايكل لاندسبيرج، كبير مسؤولي الاستثمار في Landsberg Bennett Private Wealth Management بولاية فلوريدا: "طالما استمر النمو في التباطؤ وانخفض التضخم، فسنرغب في امتلاك الذهب".
الذهب والدولار الآن
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% عند 1970 دولار للأوقية.
بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.15% إلى 1987 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، ليسجل 102.02 نقطة.