من جوناثان ليف
(رويترز) - قبل حوالي 15 عاما أبرم ثلاثة من كبار منتجي النفط اتفاقا سريا لإنعاش أسعار الخام من مستوياتها الكارثية التي كانت تقترب آنذاك من عشرة دولارات للبرميل.
وعلى مدى سلسلة اجتماعات سرية من مدريد إلى كانكون نحى الوزراء من السعودية وفنزويلا والمكسيك خلافاتهم الحادة التي ظلت مشتعلة لأشهر جانبا من أجل الاتفاق على خفض الإنتاج.
وفي الأسبوع الحالي يقوم وزير البترول السعودي علي النعيمي بزيارة نادرة إلى البلدين الآخرين اللذين شاركا في ذلك الجهد. لكن محللي النفط المخضرمين لا يرون علامة على تحالف جديد قيد التحضير رغم بعض أوجه الشبه مع فترة أواخر التسعينيات تتمثل في تراجع مطرد لأسواق النفط وحديث يتردد عن حرب أسعار بين المنتجين.
وعلى أي حال قد يسعى النعيمي ببساطة إلى توضيح الموقف الأحدث للسعودية بشأن السوق وتوجيه رسالة صعبة مفادها أن على كبار المنتجين أن يستعدوا لتحمل فترة من انخفاض الأسعار كي يكبحوا مسيرة أحدث منافس لهم: الولايات المتحدة.
وقال فيليب ك. فيرليجر رئيس بي.كيه فيرليجر الاستشارية والمستشار السابق للرئيس جيمي كارتر "أظن أن النعيمي سيبلغ الفنزويليين بالحقيقة العارية - ينبغي أن تنخفض الأسعار انخفاضا كبيرا بعض الشيء وأن تبقى كذلك."
وهوت أسعار النفط نحو 30 بالمئة منذ يونيو حزيران ونزل الخام الأمريكي عن 80 دولارا للبرميل يوم الاثنين لكن كبار منتجي النفط لا يبدون العداء المفتوح والفزع اللذين عايشوهما قبل 20 عاما. وحتى إذا كان النعيمي يحشد الدعم لاتخاذ إجراء فإن منتجي أمريكا اللاتينية الذين يكابدون صعوبات للمحافظة على مستويات الإنتاج سيكونون ملاذه الأخير على الأرجح.
وقال بول هورسنل مدير أبحاث السلع الأولية في بنك ستاندرد تشارترد "إنها (الزيارة) بدرجة كبيرة جدا مؤشر على أن الأمور تمضي في مسارها الاعتيادي وبدون أي ذعر."
وقد تكون الجولة مؤشرا مبكرا على أن الدول الثلاثة - التي كانت يوما تتنافس منافسة حادة فيما بينها على بيع الخام الثقيل إلى السوق الأمريكية المجزية - تجد هدفا مشتركا في مواجهة الخطر المتصاعد بسرعة للنفط الصخري ورمال القطران لأمريكا الشمالية.
وقالت آمي مايرز جاف المدير التنفيذي للطاقة والاستدامة في جامعة كاليفورنيا دافيس "هناك بعض التغيرات والفرص المثيرة للاهتمام اليوم في ضوء أن الولايات المتحدة أصبحت منتجا كبيرا للخام الخفيف منخفض الكبريت."
المناخ والغاز الطبيعي
الغرض المعلن لجولة النعيمي هو حضور مؤتمر عن تغير المناخ في فنزويلا وآخر للغاز الطبيعي في المكسيك. والنعيمي هو مبعوث المملكة منذ فترة طويلة لمحادثات المناخ العالمية لكنه لم يزر فنزويلا منذ 2006.
وستعطي الزيارتان الفرصة للنعيمي - الذي شارك في محادثات أواخر التسعينيات - لتوضيح موقف المملكة المتراخي إزاء أسعار النفط لفنزويلا التي تعد من أشد أعضاء أوبك تضررا في حالة انخفاض إيرادات الخام. وقد تكون الجولة مقدمة لمفاوضات أكثر صعوبة في وقت لاحق.
وقبل أقل من أربعة أسابيع على اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك في فيينا لا توجد بادرة على أن الأعضاء الخليجيين الرئيسيين يتعجلون تقليص الإمدادات. وبدون خفض إنتاج أوبك أو تباطؤ حاد لإنتاج النفط الصخري الأمريكي فإن بعض المحللين يتوقعون استمرار تراجع الأسعار في العام الم
من جوناثان ليف
(رويترز) - قبل حوالي 15 عاما أبرم ثلاثة من كبار منتجي النفط اتفاقا سريا لإنعاش أسعار الخام من مستوياتها الكارثية التي كانت تقترب آنذاك من عشرة دولارات للبرميل.
وعلى مدى سلسلة اجتماعات سرية من مدريد إلى كانكون نحى الوزراء من السعودية وفنزويلا والمكسيك خلافاتهم الحادة التي ظلت مشتعلة لأشهر جانبا من أجل الاتفاق على خفض الإنتاج.
وفي الأسبوع الحالي يقوم وزير البترول السعودي علي النعيمي بزيارة نادرة إلى البلدين الآخرين اللذين شاركا في ذلك الجهد. لكن محللي النفط المخضرمين لا يرون علامة على تحالف جديد قيد التحضير رغم بعض أوجه الشبه مع فترة أواخر التسعينيات تتمثل في تراجع مطرد لأسواق النفط وحديث يتردد عن حرب أسعار بين المنتجين.
وعلى أي حال قد يسعى النعيمي ببساطة إلى توضيح الموقف الأحدث للسعودية بشأن السوق وتوجيه رسالة صعبة مفادها أن على كبار المنتجين أن يستعدوا لتحمل فترة من انخفاض الأسعار كي يكبحوا مسيرة أحدث منافس لهم: الولايات المتحدة.
وقال فيليب ك. فيرليجر رئيس بي.كيه فيرليجر الاستشارية والمستشار السابق للرئيس جيمي كارتر "أظن أن النعيمي سيبلغ الفنزويليين بالحقيقة العارية - ينبغي أن تنخفض الأسعار انخفاضا كبيرا بعض الشيء وأن تبقى كذلك."
وهوت أسعار النفط نحو 30 بالمئة منذ يونيو حزيران ونزل الخام الأمريكي عن 80 دولارا للبرميل يوم الاثنين لكن كبار منتجي النفط لا يبدون العداء المفتوح والفزع اللذين عايشوهما قبل 20 عاما. وحتى إذا كان النعيمي يحشد الدعم لاتخاذ إجراء فإن منتجي أمريكا اللاتينية الذين يكابدون صعوبات للمحافظة على مستويات الإنتاج سيكونون ملاذه الأخير على الأرجح.
وقال بول هورسنل مدير أبحاث السلع الأولية في بنك ستاندرد تشارترد "إنها (الزيارة) بدرجة كبيرة جدا مؤشر على أن الأمور تمضي في مسارها الاعتيادي وبدون أي ذعر."
وقد تكون الجولة مؤشرا مبكرا على أن الدول الثلاثة - التي كانت يوما تتنافس منافسة حادة فيما بينها على بيع الخام الثقيل إلى السوق الأمريكية المجزية - تجد هدفا مشتركا في مواجهة الخطر المتصاعد بسرعة للنفط الصخري ورمال القطران لأمريكا الشمالية.
وقالت آمي مايرز جاف المدير التنفيذي للطاقة والاستدامة في جامعة كاليفورنيا دافيس "هناك بعض التغيرات والفرص المثيرة للاهتمام اليوم في ضوء أن الولايات المتحدة أصبحت منتجا كبيرا للخام الخفيف منخفض الكبريت."
المناخ والغاز الطبيعي
الغرض المعلن لجولة النعيمي هو حضور مؤتمر عن تغير المناخ في فنزويلا وآخر للغاز الطبيعي في المكسيك. والنعيمي هو مبعوث المملكة منذ فترة طويلة لمحادثات المناخ العالمية لكنه لم يزر فنزويلا منذ 2006.
وستعطي الزيارتان الفرصة للنعيمي - الذي شارك في محادثات أواخر التسعينيات - لتوضيح موقف المملكة المتراخي إزاء أسعار النفط لفنزويلا التي تعد من أشد أعضاء أوبك تضررا في حالة انخفاض إيرادات الخام. وقد تكون الجولة مقدمة لمفاوضات أكثر صعوبة في وقت لاحق.
وقبل أقل من أربعة أسابيع على اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك في فيينا لا توجد بادرة على أن الأعضاء الخليجيين الرئيسيين يتعجلون تقليص الإمدادات. وبدون خفض إنتاج أوبك أو تباطؤ حاد لإنتاج النفط الصخري الأمريكي فإن بعض المحللين يتوقعون استمرار تراجع الأسعار في العام المقبل.
ورفض المسؤولون في فنزويلا والمكسيك الإفصاح عما إذا كانت هناك أي مباحثات مباشرة مزمعة بين مسؤولي النفط.
سجال حاد أم محادثة ودية؟
وانتقد المسؤولون الفنزويليون علنا الحديث عن حرب أسعار بعد قيام السعودية الشهر الماضي بخفض أسعار صادراتها من الخام والذي رأى فيه البعض مؤشرا على أن أكبر مصدر في العالم قد حول استراتيجيته إلى الدفاع عن حصته في السوق ولو أدى ذلك إلى خفض الأسعار العالمية.
لكن شتان ما بين ذلك النقد الخافت والعداء العلني بين البلدين أوائل التسعينيات عندما سعت السعودية لمعاقبة فنزويلا على رفع الإنتاج لأكثر من حصتها في أوبك عن طريق إغراق السوق في أحدث حرب أسعار تنشب بين دول المنظمة. والآن تكافح فنزويلا لمنع تراجع الإنتاج.
وقال ناثانيال كيرن رئيس فورين ريبورتس في واشنطن "إذا كنت تريد خفض الإنتاج فإن آخر مكان تذهب إليه في الوقت الحالي هو كراكاس أو مكسيكو سيتي."
وقال هورسنل إن المكسيك غير العضو في أوبك قد استعين بها من قبل لتكون "وسيطا نزيها" لإجراء محادثات بين البلدين. وكانت أسعار النفط هوت 40 بالمئة بعد الأزمة المالية الآسيوية عام 1997.
وفي النهاية قام وزير النفط الجزائري بدور الوسيط خلال أشهر من دبلوماسية النفط السرية التي تضمنت استخدام طائرات لا تحمل علامات وزيارات سرية إلى أوروبا وأخيرا اتفاقا بخصوص الإنتاج تم التوصل إليه مارس آذار 1998 في غرفة مستأجرة بمطار مدريد.
ويقول هورسنل إن زيارة النعيمي تظهر أن الحديث عن حرب أسعار تدور رحاها في الوقت الراهن مبالغ فيه.
(إعداد أحمد إلهامي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)