Investing.com - تراجعت أسعار العقود المستقبلية للغاز الطبيعي في أوروبا بشكل ملحوظ لليوم الثاني على التوالي، بفعل انخفاض المخاوف بشأن تدفقات الغاز من إسرائيل، وكذلك استنادًا إلى توقعات بتحسن الأحوال الجوية وارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوع المقبل.
يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع تدفقات الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر بنسبة تصل إلى 60% هذا الشهر، حيث تراجعت المخاوف الأمنية المتعلقة بالحرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية، بجانب استئناف الإنتاج من حقول الغاز بعد توقفها في وقت لاحق من الشهر الماضي، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ.
اقرأ أيضًا: اضطراب الأسواق بفعل تصريحات الفيدرالي يتكشف في تضارب توقعات الفائدة!
وكشفت مصادر بلومبرغ أن إمدادات الغاز ارتفعت إلى مستوى يصل إلى 350 مليون قدم مكعب يوميًا أو 400 مليون قدم مكعب يوميًا، مقارنة بنحو 250 مليون في وقت سابق من نوفمبر. ومع ذلك، فإن هذه التدفقات تمثل نصف المستوى الطبيعي للإمدادات قبل الحرب.
وتعتمد مصر على واردات الغاز الإسرائيلي لتلبية جانب من الطلب المحلي، وكذلك لإعادة التصدير.
أعلنت شركة "شيفرون (NYSE:CVX)" يوم الاثنين أنها استأنفت التدفقات للعملاء المحليين في إسرائيل والمنطقة من حقل "تمار" التابع لها. ويأتي ذلك بعد إغلاقه في الشهر الماضي بسبب مخاوف أمنية ناجمة عن الحرب في غزة في أكتوبر الماضي. كما ارتفعت الشحنات الإجمالية من إسرائيل بعد إعلان مصر عن توقفها الكامل في نهاية الشهر الماضي.
شهدت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي انخفاضًا ملحوظًا بعدما تكبدت خسائر بلغت 3% خلال الأسبوع الماضي. وفي نهاية الأسبوع، عاد الإنتاج في حقل "تمار" الرئيسي الذي تم إغلاقه في الشهر الماضي. ونتيجة لهذا الإغلاق، توقفت التدفقات إلى مصر، مما أثر على قدرتها على توريد الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
من المتوقع أن تشهد بعض مناطق أوروبا طقسًا عاصفًا ودرجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية خلال هذا الأسبوع، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الأسعار. وفيما يتعلق بمصادر الطاقة، شكلت مزارع الرياح أكثر من نصف مزيج الطاقة في المملكة المتحدة صباح يوم الاثنين، مع وجود تحذيرات بشأن الطقس في أيرلندا وبريطانيا في ظل توسع العاصفة "ديبي" في المنطقة.
اقرأ أيضًا: الفيدرالي يضيف مزيدًا من الارتباك للأسواق بتصريحات جديدة متشددة
على الرغم من استقرار الطقس بالقارة بشكل نسبي مع اقتراب فصل الشتاء، حيث امتلأت مرافق (TADAWUL:2083) تخزين الغاز بنسبة تزيد عن 99%، إلا أن أوروبا لا تزال عرضة لاضطرابات في إمدادات الغاز وتحديات في آفاق الطلب غير المؤكدة. حيث تسعى أوروبا لضمان أمان إمداداتها بالطاقة بعد تقليص روسيا لتدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب في العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
تُظهر توقعات محللي "غولدمان ساكس (NYSE:GS)" أن تبقى أسعار الغاز الأوروبية "مستقرة" في الأشهر القادمة. وفي مذكرتهم، يُشير الباحثون، بقيادة سامانثا دارت، إلى أن "عوامل مثل انقطاع الإمدادات، وحلول فصل الشتاء البارد، وانخفاض معدل الحفاظ على الغاز، قد تكون جميعها عوامل قادرة على دفع أسعار الغاز للارتفاع بشكل يتجاوز التوقعات".
على الرغم من استمرار تراجع استخدام الغاز في القطاع الصناعي منذ بداية عام 2023، إلا أن هناك بعض الزيادات في استهلاك هذا القطاع مقارنة بالعام السابق، ويتوقع محللو "غولدمان ساكس" أن يشهد هذا الاتجاه تسارعاً في الربع الرابع من العام.
أشار المحللون إلى أن في حالة حدوث انقطاع في الإمدادات، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات تحفز على التحول إلى استخدام زيت الوقود أو نواتج التقطير. وهذا قد يحدث إذا تراوحت الأسعار في نطاق ما بين 60 يورو إلى 90 يورو لكل ميغاواط في الساعة.
هبط سعر عقود الغاز المستقبلية في هولندا لأقرب شهر، الذي يُعتبر مؤشراً رئيسياً للسوق الأوروبية، بنسبة 1.8% ليصل إلى 45.81 يورو للميغاواط في الساعة عند الساعة 9:04 صباحاً بتوقيت أمستردام. وانخفض العقد المعادل له في المملكة المتحدة بنسبة 1.7%.
اقرأ أيضًا: الذهب يغير اتجاهه ويتحرك باتجاه مستوى هام.. ومؤشرات على تحسب الطلب