Investing.com - صرح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو (TADAWUL:2222) السعودية، أمين الناصر، أن الشركة "متفائلة إلى حد كبير" بشأن الطلب على النفط في الصين، خاصة في ظل حزمة التحفيز الاقتصادي التي تهدف إلى تعزيز النمو، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر "أسبوع الطاقة الدولي" في سنغافورة.
وقال الناصر: "نرى المزيد من الطلب على وقود الطائرات العادية والنفاثة، خاصة للمشاريع التي تحول السوائل إلى كيماويات." وأشار إلى أن معظم هذا الطلب يحدث في الصين بسبب النمو في الاحتياجات الكيميائية، لا سيما فيما يتعلق بالتحول نحو المركبات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية التي تحتاج إلى مزيد من المواد الكيميائية، وهو ما يمثل نموًا هائلًا.
وتعتبر السعودية ثاني أكبر مصدر للنفط إلى الصين بعد روسيا، وتمتلك حصصًا في بعض المصافي (TADAWUL:2030) الصينية.
من جانب آخر، أشار الناصر إلى أن تقدم عملية انتقال الطاقة في آسيا أبطأ بكثير مما كان متوقعًا، وهو أكثر تعقيدًا وغير متكافئ بين الدول. ودعا إلى إعادة تقييم السياسات المتعلقة بالدول النامية.
ومع توسع الاقتصادات وارتفاع مستويات المعيشة، من المرجح أن تشهد الدول النامية في الجنوب العالمي نموًا كبيرًا في الطلب على النفط لفترة طويلة، وفقًا للناصر، حيث من المتوقع أن يستقر الطلب عند مستويات مرتفعة بعد ذلك.
وأضاف الناصر: "إذا تحقق ذلك، سيكون هناك حاجة واقعية لأكثر من 100 مليون برميل يوميًا حتى عام 2050." وأوضح أن هذا يتناقض بشدة مع التوقعات التي تشير إلى انخفاض الطلب على النفط إلى 25 مليون برميل يوميًا بحلول ذلك الوقت، وأن مثل هذا النقص سيكون كارثيًا على أمن الطاقة وتكلفتها.
وأكد الناصر أن الدول يجب أن تختار مزيج الطاقة الذي يساعدها على تحقيق أهدافها المناخية بالوتيرة والطريقة المناسبة لها. وأضاف: "يجب أن يكون تركيزنا الرئيسي على العوامل المتاحة الآن."
وتشمل هذه العوامل تشجيع الاستثمارات في النفط والغاز التي تحتاجها وتستطيع تحملها الدول النامية، مع إعطاء الأولوية لتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بالمصادر التقليدية من خلال تحسين كفاءة الطاقة وتطوير تقنيات احتجاز واستخدام وتخزين الكربون (CCUS).
ورغم استثمار تريليونات الدولارات في الانتقال العالمي للطاقة، فإن الطلب على النفط والفحم يسجل مستويات قياسية، مما يشكل "ضربة قوية" لخطط تحول الطاقة.
وأضاف أن آسيا، التي تستهلك أكثر من نصف إمدادات الطاقة في العالم، لا تزال تعتمد على الموارد التقليدية بنسبة 84% من احتياجاتها الطاقوية. وأشار إلى أن البدائل الطاقوية لا تحل محل الطلب على الطاقة التقليدية بقدر ما تغطي الزيادة في الاستهلاك.
وأوضح الناصر أن الانتقال نحو السيارات الكهربائية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يتأخر مقارنة بالصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يواجه المستهلكون تحديات تتعلق بالقدرة على تحمل التكاليف والبنية التحتية.
وبالرغم من تقدم السيارات الكهربائية، فإن ذلك لا يؤثر على 75% من الطلب العالمي على النفط، حيث لا توجد بدائل اقتصادية للنفط والغاز في قطاعات مثل النقل الثقيل والبتروكيماويات.
وأشار الناصر إلى أن الدول النامية قد تحتاج إلى ما يقرب من 6 تريليونات دولار سنويًا لتمويل عملية تحول الطاقة، ودعا إلى ضرورة منح هذه الدول دورًا أكبر في صناعة سياسات المناخ.
واختتم الناصر بالقول: "ولكن صوت آسيا وأولوياتها، مثلها مثل بقية الجنوب العالمي، غائبة إلى حد كبير عن التخطيط الحالي لتحول مصادر الطاقة وتغيير خريطة العالم الطاقوية، والعالم بأسره يشعر بالعواقب."