Investing.com - يرتبط الخليج العربي بشكل إيجابي مع دونالد ترامب المعروفة بجودة علاقاته بالمملكة العربية السعودية والإمارات بشكل خاص، وعلى الرغم من التهديد الذي يمثله ترامب لأسعار النفط بسبب سياسات زيادة الإنتاج الأمريكي التي يتبناها إلا أنه منذ إعلان فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية يتحرك النفط بهدوء على عكس بقية السلع التي هبطت بقوة مثل الذهب والفضة أو الأسهم والعملات الرقمية التي ارتفعت بقوة.
وفي ثاني أيام التداول في الدول العربية بعد فوزه ارتفعت المؤشرات العربية والخليجية، حيث صعد المؤشر العام السعودي اليوم الخميس بـ 0.3% ومؤشر أبوظبي بـ 0.44% ودبي بـ 0.47% والكويت بـ 0.64% والمغرب بـ 1.3% ومصر بـ 0.72%.
من المتوقع أن تستمر الأسواق العربية وبالأخص الإماراتية في تحقيق أداء جيد بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، حيث يُرجح أن تؤدي سياسة "أمريكا أولاً" التي يعتمدها ترامب إلى نهج أكثر انعزالاً في السياسة الخارجية، وإلى حروب تجارية مع دول مثل الصين. مع ذلك، من المستبعد أن يؤثر ذلك سلباً على اقتصاد الإمارات، نظرًا لاعتبارها ملاذًا آمنًا للمستثمرين بفضل بيئتها السياسية المستقرة ودعمها للأعمال. علاوةً على ذلك، تتمتع العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة بأساس متين من التعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل، مما يُعزز استقرار السوق الإماراتي أمام التقلبات العالمية.
انعكاسات تولي ترامب على الدرهم الإماراتي
وفي تقرير نشره، فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في سينشري فاينانشيال، قال أن سياسات ترامب المقترحة خفض الضرائب على الشركات وفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من الصين ودول أخرى، مما قد يزيد من الضغوط التضخمية ويمنع الفيدرالي الأميركي من التخفيف السريع للسياسة النقدية. إذا ارتفع الدولار بفعل زيادة عوائد السندات الناتجة عن هذه السياسات، فمن المتوقع أن يرتفع الدرهم الإماراتي أيضاً بفضل ربطه بالدولار، مما يعزز قوته أمام العملات الأخرى.
تأثير عودة ترامب على أسعار النفط
ناقش فيجاي أيضًا تأثير الولاية الثانية من ترامب على أسعار النفط، حيث اعتبر أن سياسته الاقتصادية قد تؤدي اارتفاع الدولار وزيادة الضغوط على أسعار النفط، حيث يصبح النفط المُقوم بالدولار أكثر تكلفة. ومن المتوقع أن تشهد أسعار النفط زيادة قصيرة الأجل في حال فرض ترامب عقوبات على إيران. أما على المدى الطويل، فقد تواجه الأسعار ضغوطاً نتيجة لدعمه للإنتاج المحلي للنفط والغاز. يُشير النمو المتزايد في المخزونات الأميركية، وفقاً لبيانات معهد البترول الأميركي، إلى أن زيادة الإنتاج خارج منظمة أوبك قد تستمر، مما يعزز فائض العرض حتى عام 2025.
آفاق العلاقات التجارية بين الإمارات وأمريكا
على الرغم من توجه ترامب لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على النفط الشرق أوسطي، تظل العلاقات بين الإمارات وأمريكا قوية ومتطورة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمارات. كما استفادت الإمارات من التنوع الاقتصادي لتقليل اعتمادها على النفط، مما يجعلها أقل عرضة للتأثر بتقلبات سوق الطاقة.