لندن، 28 يناير/كانون ثان (إفي): طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم بتكثيف الجهود والتدابير المدنية لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان وعدم التركيز فقط على الاعتبارات العسكرية وانتقال الملف الأمني.
في كلمته خلال افتتاح مؤتمر لندن حول أفغانستان، أبرز بان أهمية حماية المجتمع المدني والإقرار بأنه على الرغم من أن تحقيق الأمن هو العنصر الرئيسي للاستراتيجية إلا أنه ليس هدفها الأوحد.
واستعرض الأمين العام العناصر التي ستؤدي إلى دعم استقرار البلاد وهي الأمن والقيادة الرشيدة ومكافحة الفساد والتكامل الإقليمي والتعاون بين دول الجوار، وطالب المجتمع الدولي بتجديد التزاماته تجاه أفغانستان "على المدى الطويل".
وأردف أن حكومة كابول عليها تحمل مسئولياتها، مشيرا إلى ان التحدي البارز أمام كرزاي هو نقل التزاماته إلى الحياة الواقعية للمواطنين الأفغان.
وحول الأمم المتحدة، أكد بان كي مون أنها ستواصل التزاماتها طالما اقتضت الضرورة لدعم التنسيق والأواصر بين كافة الأطراف الأفغانية المعنية، التي تقع عليها مسئولية مشتركة لإقامة مؤسسات مسئولة ومستدامة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر أول أمس رفع العقوبات عن خمسة زعماء سابقين في حركة طالبان، كانوا قد تركوا السلاح، في إطار عملية المصالحة التي تدفعها الحكومة الأفغانية، في إجراء يعتقد أنه قد يسهل من عملية بدء المفاوضات مع قيادات طالبان المعتدلة، حال تخليها عن العنف وأي صلات بتنظيم القاعدة أو أي جماعات إرهابية أخرى في أفغانستان أو دول الجوار.
ويشار إلى أن نظام العقوبات تأسس في 1999 وتم تفعيله بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، ويتمثل في تجميد أرصدة بعض المسئولين السابقين بحكومة طالبان (1996-2001) قبل سقوطها في الغزو الأمريكي فضلا عن منعهم من السفر خارج بلدهم أو حيازة الأسلحة والمواد التي قد تستخدم لأهداف عسكرية وإدراجهم في قائمة من لهم صلة بالقاعدة.
وأيد الأمين العام تأسيس صندوق لإعادة التأهيل، وافقت عليه الولايات المتحدة لأول مرة، لتسهيل الإجراءات أمام المقاتلين السابقين الذين يرغبون في إعادة إدماجهم في المجتمع المدني، وهي القضية التي ينتظر مناقشة تفاصيلها في مؤتمر لندن.
كان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قد افتتح اليوم الخميس فعاليات مؤتمر لندن حول أفغانستان، مشيرا إلى أنه يمثل "بدء المرحلة الانتقالية" لنقل السلطة الأمنية إلى الحكومة الأفغانية في البلد الأسيوي.
ويشارك في مؤتمر لندن الذي يقام في قصر "لانكستر هاوس" ممثلون عن قرابة 70 دولة يسعون لبحث مستقبل البلد الأسيوي والتوصل لاستراتيجية مشتركة لتحديد كيفية تسليم مهام الأمن للأفغان وتمهيد الطريق أمام انسحاب القوات الأجنبية. (إفي)