بغداد، 11 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): بعد أكثر من سبعة أشهر من إجراء الانتخابات العراقية توصلت الكتل الفائزة لاتفقات بموجبها انعقد البرلمان العراقي اليوم وانتخب رئيسه ونائبية وأعلن جلال طالباني رئيسا للجمهورية ليكلف بدوره نوري المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة، ليخرج العراق من النفق المظلم الذي كاد أن يعصف بالحياة السياسية والديمقراطية في وقت لم تخل مدن البلد العربي من العمليات الإرهابية بعد.
وبدأت جلسة البرلمان العراقي لانتخاب رئيس له من القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي، ونائبين الاول من التحالف الوطني (الشيعي) والثاني من ائتلاف الكتل الكردستانية.
وفي بداية الجلسة التي ترأسها فؤاد معصوم اكبر الاعضاء سنا، قال في كلمة إن هذه الجلسة تعد استكمالا للجلسة المفتوحة التي قررت المحكمة الاتحادية العليا الغائها في 24 اكتوبر الماضي، لذلك نستكمل الجلسة ونفتح باب الترشيح لرئاسة المجلس.
واختار اعضاء البرلمان العراقي، اسامة النجيفي القيادي في القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي، رئيسا للبرلمان بدورته الجديدة بعد حصوله على 227 صوتا من اصل 295 شاركوا في عملية الاقتراع، واهملت 68 بطاقة تصويت لمخالفتها الشروط القانونية.
وفاز قصي السهيل القيادي في التيار الصدري كنائب أول لرئيس البرلمان، وعارف طيفور من التحالف الكردستاني كنائب ثاني، حيث حصل السهيل على 235 صوتا، فيما حصل طيفور على 225 صوتا، واعتبرت 44 ورقة اقتراع باطلة.
وفي تطور درامي بالجلسة انسحب اسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي الجديد ومعه نواب القائمة العراقية من الجلسة واعلن تحفظه على الاستمرار فيها والتي يجري خلالها انتخاب رئيس الجمهورية.
وقال النجيفي في جلسة البرلمان المنعقدة حاليا "سلمت ادارة الجلسة للنائب الاول، واعطي رأي الخاص، حيث اتحفظ على الاستمرار في الجلسة في ظل عدم وجود اتفاق على البرنامج الذي نوقش في اجتماعات القادة".
واضاف "هناك نوع من عدم الثقة قد شاع في هذه الجلسة الاولى، ونحتاج أن تكون اكثر ايجابية خصوصا واننا في الخطوات الاولى".
يذكر أن جدالا نشب بين اعضاء القائمة العراقية طالبوا فيه بإدراج الاتفاق الذي عقد بين قادة الكتل، ضمن جدول الاعمال، لكن رئاسة البرلمان لم توافق على إدراجه بعد أن رفض ذلك اعضاء البرلمان، مما أدى إلى إنسحاب أغلب أعضاء القائمة العراقية من الجلسة.
وعاد النجيفي ليرأس جلسة انتخاب الرئيس حيث فاز جلال طالباني بمنصب رئيس الجمهورية في جولة الإعادة بعد فشله في الجولة الاولى في الحصول على اغلبية ثلثي اعضاء البرلمان البالغة 217 صوتا من اصل 325 صوتا.
وأعلن النجيفي حصول طالباني على 195 صوتا، فيما اعتبرت 18 بطاقة اقتراع باطلة لعدم توفر الشروط القانونية، وادى طالباني اليمين الدستورية بعد إعلان فوزه.
وأظهرت نتائج اقتراع الجولة الأولى عدم حصول احد المرشحين جلال طالباني والقاضي حسين الموسوي على اغلبية ثلثي اعضاء البرلمان، حيث حصل طالباني على 216 صوتا، وحصل الموسوي على 12 صوتا الذي اعلن سحب ترشيحه في الجولة الثانية.
كان حسن السنيد القيادي في ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس الوزراء، قد أعلن الأربعاء اتفاق قادة الكتل على الرئاسات الثلاث.
وقال السنيد في تصريح لقناة "العراقية" إن قادة الكتل السياسية اتفقوا على ترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة، وترشيح جلال طالباني لرئاسة الجمهورية، كما اتفقوا على تسلم القائمة العراقية، رئاسة مجلس النواب، ورئاسة المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية، الذي سيتم وضع تشريع قانون خاص به.
يذكر أن البرلمان العراقي عقد اول جلسة له في 14 يونيو/حزيران الماضي برئاسة فؤاد معصوم، وادى الاعضاء اليمين الدستورية ثم رفعت الجلسة وبقيت مفتوحة، لكن منظمات المجتمع المدني رفعت دعوى ضد البرلمان لدى المحكمة الاتحادية العليا التي قررت في 24 اكتوبر/تشرين أول الماضي انهاء الجلسة المفتوحة للبرلمان واستئناف الجلسات الامر الذي شكل ضغطا على الكتل السياسية للاسراع بالتوصل لاتفاق فيما بينها على انهاء ازمة تشكيل الحكومة.
جدير بالذكر ان القائمة العراقية فازت بالمركز الاول في الانتخابات البرلمانية 7 مارس/آذار الماضي، بعد ان حصلت على 91 مقعدا، فيما جاء ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي بالمركز الثاني بـ89 مقعدا، والائتلاف الوطني العراقي ثالثا بـ70 مقعدا. (إفي)