- Investing.com خلال العام الماضي، ارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بحوالي مليون برميل يوميًا، واستمر النمو القوي خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، مرتفعًا بنحو مليون برميل آخر يوميًا، وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، عن تراجع نمو إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة، خلال الأشهر الأخيرة، حيث شهد الإنتاج النفطي نوعًا من الاستقرار عند مستويات تقترب من 11 مليون برميل يوميًا.
ويرى المحلل الاقتصادي سعود بن هاشم جليدان، أن هذه البيانات تدل على فتور قدرة منتجي النفط الصخري على العمل كمنتج مرجح في أسواق النفط، فقد كان من المتوقع أن يستمر النمو القوي في الإنتاج النفطي لتحسن أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة، ولكن من الواضح أن هناك الكثير من المعوقات التي تمنع استمرار تحقيق معدلات نمو مرتفعة.
وأشار جليدان، أن صناعة النفط الصخري الأمريكي تعتمد على تواصل عمليات الحفر لانخفاض فترة استغلال الآبار، التي تنتج أغلب مخزوناتها في السنوات الثلاثة الأولى من عمرها، موضحًا أن الصناعة واجهت نقصا في أعداد الحفارات وطواقم تشغيلها خلال عامي 2016 و2017.
وتشير تقارير شركات الحفر، إلى انخفاض طلب المنتجين على عمليات الحفر، ويحد توافر البنية الأساسية الداعمة لصناعة النفط الصخري، وخاصة شبكات الأنابيب من الطلب على حفر الآبار، وتسرع شبكات الأنابيب من إيصال النفط إلى المشترين المحليين وأسواق التصدير، مما يدفع منتجو النفط الصخري إلى استخدام الشاحنات البرية والخطوط الحديدية، من أجل تخزين النفط الصخري أو إيصاله للأسواق.
وبالطبع، يؤدي هذا إلى زيادة تكاليف إيصال النفط الصخري إلى مستهلكيه، ويقلل الإيرادات التي يحصل عليها المنتجون، فبعض التقارير تشير إلى أن فوارق أسعار المنتجين في بعض الأوقات قد تصل إلى 20 دولار للبرميل، مقارنة بأسعار بيع التصدير والمصافي.
وأوضح، أن انخفاض تكاليف التمويل بعد الأزمة المالية العالمية، واستراتيجية التيسير النقدي، قد ساعد على انتعاش صناعة النفط الصخري، حيث استفادت الصناعة من توافر السيولة الضخمة وتراجع تكاليف التمويل في التوسع بسرعة وخفض تكاليف الاقتراض التي تعتمد عليها في النمو والتوسع.
شهدت معدلات الفائدة ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، مما تسبب في رفع تكاليف صناعة النفط الصخري، وبحسب التوقعات فإن النمو الاقتصادي القوي الأمريكي قد يدفع مجلس الاتحاد الفيدرالي إلى زيادة تكاليف الفائدة، لتجنب عودة معدلات التضخم للارتفاع، وهذا سيؤدي إلى ظهور مخاطر إضافية لصناعة النفط الصخري التي تعتمد بشكل كبير على الاستدانة.
وتواجه صناعة النفط الصخري مخاطر زيادة تكاليف التشغيل بعد زيادة أسعار المعدات وأجور العمالة، حيث بدأت تكاليف عمالة التشغيل في الارتفاع، بسبب النمو القوي لاقتصاد الولايات المتحدة.
لم يتم اكتشاف أماكن جديدة، وجاء أغلب نمو الإنتاج من الأماكن المكتشفة سابقًا، خاصة في غرب ولاية تكساس وشرق نيو مكسيكو، والتي تم الاستفادة من أفضل المواقع فيها، وهذا يعني أن الآبار الجديدة التي تحفر بالقرب من الآبار القديمة ستكون أقل إنتاجا، وبالطبع لن يكون لدى المستثمرين رغبة في التوسع.
هناك بعض التحديات التي تواجه صادرات النفط الخفيف، مثل أن أغلب موانئ التصدير على خليج المكسيك موانئ داخلية غير قادرة على استقبال سفن النفط الضخمة، وهذا سيقلل قدرات التصدير.
هذا إلى جانب القيود البيئية التي تعوق صناعة النفط الصخري، مثل خوف الجهات المنظمة من مخاطر التلوث الناتج عن العمليات الإنتاجية، وخاصة في مجالي المياه المستخدمة وكيفية التخلص منها، وفي التعامل مع الغاز الطبيعي الناتج عن إنتاج النفط الصخري.