لندن، 6 سبتمبر/أيلول (إفي): كشفت تقارير إخبارية اليوم الأحد عن أن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون حال شخصيا دون محاولة للضغط على الزعيم الليبي معمر القذافي ليقوم بتعويض ضحايا هجمات جماعة الجيش الجمهوري الأيرلندي (IRA) ماديا، حيث كانت تحصل على المواد المفجرة التي تستخدمها في هجماتها من ليبيا، تفاديا لتعريض العلاقات التجارية مع البلد العربي للخطر.
ونشرت صحيفة (ذا صاندي تايمز) وثائق توضح الاهتمام البالغ الذي أبداه براون إزاء حملة لتعويض 2.500 أسرة لضحايا هجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي بمفجر سيمتكس الذي كانت تحصل عليه الجماعة من ليبيا.
وتضاف هذه المعلومة إلى أخريات تشير إلى أن الحكومة البريطانية قررت تسليم الليبي عبد الباسط المقراحي، المدان الوحيد في حادث تفجير طائرة بان أمريكان فوق بلدة لوكربي، والذي أطلق قضاء اسكتلندا سراحه في 20 من الشهر الماضي لأسباب إنسانية، حتى لا تعقد علاقاتها مع ليبيا، وخاصة في مجالي التجارة والنفط.
واعترف وزير العدل البريطاني جاك سترو في مقابلة نشرتها صحيفة "ذا دايلي تيليجراف" البريطانية السبت بأن المصالح التجارية والمتعلقة بالنفط، لعبت دورا أساسيا في قرار الإفراج عن المقراحي.
وأضاف سترو أن براون لم يكن على صلة مباشرة بقضية المقراحي، ولكن الأدلة الجديدة التي كشفت عنها صحيفة "صاندي تايمز" تشير إلى وجود رسالة لوزير العدل بعث بها إلى رئيس الوزراء وحذره من أن الليبيين قد يعرقلون اتفاق ضخم مع شركة النفط البريطانية في حالة عدم تسليم المقراحي قبل وفاته.
يشار إلى أن المقراحي، عميل المخابرات الليبي السابق، قد أدين في قضية تفجير طائرة "بان آميريكان" الأمريكية في عام 1988 ، مما أسفر عن سقوط 270 قتيلا بينهم 189 أمريكيا.
وحكم على المقراحي بالسجن المؤبد، إلا أن وزارة العدل الاسكتلندية قررت الإفراج المبكر عنه بعد قضاء ثماني سنوات فقط من العقوبة لدواع إنسانية بسبب معاناته من سرطان البروستاتا في مرحلة متأخرة.
وفيما يتعلق بتعويضات ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي ، نشرت "صاندي تايمز" رسالة بعث بها بيل راميل، المسئول الوزاري السابق لشئون الشرق الأوسط، لأحد المصابين في هجوم بلندن عام 1996 وأوضح له فيها أن العقود النفطية مع ليبيا وراء قرار حكومة لندن بتحاشي المضي قدما في ملف التعويضات. (إفي)