موسكو (رويترز) - أعلنت روسيا يوم الأربعاء أنها بدأت تحليل ما تنتجه وسائل الإعلام البريطانية التي تعمل على أراضيها بهدف فتح تحقيق رسمي حول موضوعيتها، وذلك ردا على ما وصفتها بمحاولات بريطانية لفرض قيود على وسائل الإعلام الروسية.
وقالت موسكو إنها تتصرف على مضض بعد قرار هيئة بريطانية لتنظيم الإعلام يوم الاثنين بفتح ثلاثة تحقيقات جديدة بشأن قناة روسيا اليوم لتحديد ما إذا كانت القناة التلفزيونية المدعومة من الكرملين قد انتهكت قواعد الحيادية في تغطيتها.
وزادت هذه الخطوة، التي عززت مخاوف في موسكو من إمكانية سحب ترخيص قناة روسيا اليوم، عدد برامج القناة التي تخضع للتحقيق في بريطانيا إلى 11 برنامجا. وأغضب هذا الإعلان أيضا موسكو التي تدهورت علاقتها بشدة مع لندن بسبب الهجوم بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في مارس آذار.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن هيئة (أوفكوم) المعنية بتنظيم عمل وسائل الإعلام في بريطانيا لم تقدم حتى الآن أي تفسير لمخاوفها الأخيرة بشأن المحتوى الذي تقدمه قناة روسيا اليوم. واتهمت المتحدثة الهيئة بمضايقة وسائل الإعلام الروسية.
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي في موسكو يوم الأربعاء "أستطيع أن أؤكد أنه سيكون هناك رد قوي على هذا الاستعراض بأكمله وعلى نتائجه".
وأضافت "بدأت الهيئات المعنية في بلادنا في دراسة تفصيلية لما تنتجه وسائل الإعلام البريطانية الممثلة في روسيا".
وقالت إن معاملة لندن لوسائل الإعلام الروسية أجبرت موسكو على القيام بذلك، ولهذا السبب قررت الرد بالمثل واتخاذ ما هو أكثر من مجرد انتقاد ما تعتبره دعاية في وسائل الإعلام البريطانية.
ولم تذكر زاخاروفا أي وسيلة إعلام بريطانية على وجه الخصوص، لكنها تساءلت حول موضوعية الصحف والقنوات التلفزيونية البريطانية فيما يتعلق بقضية سكريبال. وقالت إن عددا قليلا فقط من وسائل الإعلام البريطانية حاول أن تكون تغطيته متوازنة.
وشنت زاخاروفا، التي سبق وأن حذرت من أنه لن يسمح لوسيلة إعلام بريطانية واحدة بالعمل في روسيا إذا فقدت قناة روسيا اليوم رخصتها البريطانية، هجوما حادا على هيئة أوفكوم.
وقالت "ليس لدينا شك في أن ما لدينا هنا هو محاولة أخرى من جانب الهيئة التنظيمية البريطانية للحد من نشاط وسائل إعلامنا في بريطانيا والتي تنشر حقائق لا تروق للدوائر الرسمية في لندن".
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)