من نضال المغربي
غزة (رويترز) - ساد الهدوء على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل يوم الأربعاء بموجب اتفاق فعلي لوقف إطلاق النار بعد أعنف جولات القتال بين نشطاء فلسطينيين وإسرائيل منذ حرب 2014.
وأطلق نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ وقذائف المورتر على جنوب إسرائيل يوم الثلاثاء وبعد منتصف الليل وردت إسرائيل بالقصف المدفعي والضربات الجوية على أكثر من 50 هدفا في القطاع.
ولم ترد تقارير عن مزيد من الهجمات بعدما أعلنت حماس في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء أنها ستوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل المثل. وأشارت إسرائيل كذلك إلى أنها ستوقف ضرباتها إذا توقف إطلاق الصواريخ.
لكن حتى خلال القتال بدا أن الجانبين لا يرغبان في الانزلاق إلى صراع أوسع بعد عنف مستمر منذ أسابيع على الحدود.
ولم تطلق حماس أي صواريخ طويلة المدى على العمق الإسرائيلي رغم أن الصواريخ قصيرة المدى التي تنطلق من غزة تعرقل الحياة اليومية في المجتمعات الإسرائيلية الصغيرة الواقعة على الحدود. واستهدفت إسرائيل مناطق يبدو أنها أخليت مسبقا تحسبا للهجمات.
ولم يعلن النشطاء أو إسرائيل سقوط أي قتلى لكن إسرائيل قالت إن ثلاثة من جنودها أصيبوا بشظايا مقذوفات.
وقال مسؤول فلسطيني إن وساطة مصرية أدت لوقف إطلاق النار لكن شروط "التفاهم" لم تتجاوز العودة للتهدئة من الجانبين.
والتزمت حماس إلى حد بعيد بتهدئة توسطت فيها مصر وأنهت قبل نحو أربع سنوات حربا مع إسرائيل استمرت سبعة أسابيع.
وفتحت المدارس كالمعتاد في البلدات الإسرائيلية قرب الحدود حيث انطلقت صفارات الإنذار بشكل متكرر يوم الثلاثاء. وعجت شوارع غزة بالمتسوقين بينما توجه الأطفال إلى مدارسهم.
ولم تؤكد إسرائيل رسميا التوصل لهدنة مع حماس والجهاد الإسلامي اللتين تعتبرهما هي ودول غربية منظمتين إرهابيتين، لكنها قالت إن أي استئناف للهجمات الفلسطينية سيتبعه رد عسكري أقوى.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حفل تأبين في تل أبيب "عندما يختبرون عزيمتنا يدفعون الثمن على الفور، وإذا استمروا في اختبار عزيمتنا فسيدفعون ثمنا أكبر بكثير".
وقال يوفال شتاينتز وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري الأمني المصغر لراديو إسرائيل "أعتقد أن هناك اتفاقا غير مباشر مع حماس لإنهاء الجولة الحالية" من القتال".
وأقر المتحدث باسم الجهاد الإسلامي داود شهاب بسريان وقف إطلاق النار وقال إن نجاح الهدنة يعتمد على ما إذا كانت إسرائيل ستمتنع عن أي تصعيد عسكري ضد غزة.
* احتجاجات على الحدود
قالت حماس والجهاد إنهما أطلقتا الصواريخ ردا على قتل إسرائيل ما لا يقل عن 116 فلسطينيا منذ 30 مارس آذار خلال احتجاجات على حدود غزة.
وتعهدت حركة الجهاد الإسلامي بالثأر ردا على قصف مدفعي إسرائيلي أسفر عن مقتل ثلاثة من رجالها يوم الأحد بعد زرع متفجرات على طول الحدود مع غزة.
واستعر العنف على الحدود مع غزة في الأسابيع الأخيرة. وواجهت إسرائيل إدانة دولية لاستخدامها القوة المميتة في مواجهة المظاهرات في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه بحلول أواخر يوم الثلاثاء كانت طائراته قد قصفت 55 منشأة تتبع جماعات مسلحة في غزة، بما في ذلك نفق عبر الحدود تحت الإنشاء، ردا على الهجمات الفلسطينية.
وذكرت إسرائيل أن نحو 70 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت من غزة على جنوب إسرائيل. واعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي المضاد للصواريخ عددا من المقذوفات بينما سقط بعضها في مناطق خالية وأراض زراعية. وانفجر أحدها في ساحة روضة أطفال قبل موعد فتحها.
(إعداد مصطفى صالح ومحمد فرج للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)