من توم فين
الدوحة (رويترز) - أثار مقال للرأي عن العيش كمثلي في قطر جدالا بشأن حدود التسامح في البلد العربي الخليجي المحافظ المقرر أن يستضيف كأس العالم لكرة القدم في 2022.
ونشر التعبير العلني الذي لا سابق له عن المثلية الجنسية في بلد يعاقب عليها بالسجن بموقع "دوحة نيوز" الصادر بالإنجليزية وكتبه رجل عرف نفسه باسمه الأول فقط وهو ماجد.
وقال ماجد "العيش هنا يسبب نفورا شديدا وإنه لأمر مؤذ أن ترى أنك سبب معاناة والديك."
وأضاف "أصبحت خائفا من أناس يعرفون أمري. ينظر إلينا باعتبارنا هدفا للهجوم."
وتحكم قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية البلد الصغير الغني بالغاز الذي حثته جماعات تدافع عن حقوق المثليين على قبول المشجعين المثليين خلال كأس العالم 2022 عندما تصبح قطر أول بلد مسلم وشرق أوسطي يستضيف البطولة.
كان الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر قال في 2010 إنه ينبغي على المثليين الذين سيزورون قطر لمشاهدة مباريات البطولة الامتناع عن "أي ممارسات جنسية" لكنه لم يتوقع حدوث أي تمييز.
وقال الموقع الإلكتروني إن المقال يهدف لبدء نقاش عن المثلية الجنسية بعدما "نضجت قطر وباتت مستعدة لكأس العالم."
لكن حدث رد فعل معاكس إذ يقول بعض القطريين إنه لا ينبغي استخدام البطولة ذريعة لاستيراد القيم الغربية.
وقال احمد السويدي (43 عاما) ويعمل مدرسا بمدرسة ثانوية في الدوحة إن هوية قطر إسلامية وإنه ينبغي منع أي تهديدات أو إساءة لها تحت أي ذريعة.
وأضاف السويدي أنه لا ينبغي أن يترتب على تنظيم كأس العالم فرض مفاهيم غربية على القطريين.
ونشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "أوقفوا مروجي الرذيلة في قطر" للقول إن المقال فاحش ودعوا الحكومة لإغلاق الموقع.
ودافعت شابينة خاطري رئيس تحرير دوحة نيوز عن المقال وقالت "يبدو أن الوقت مناسب لطرح المسألة للنقاش. إنه دليل على حرية الإعلام في قطر وقدرتنا على خوض هذا النقاش."
وقال مسؤول بوزارة الشباب والرياضة القطرية إن كأس العالم سيكون شاملا لكل الناس والثقافات وسيلتزم بجوهر التقاليد القطرية.
وقال المسؤول الذي لم يتناول مباشرة فرص ترحيب البطولة بالمثليين إنه لا يوجد تناقض بين الأمرين.
ونظم مغنون مثليون منهم جورج مايكل حفلات في قطر لكن السلطات حظرت على دور السينما في يناير كانون الثاني عرض فيلم "ذا دانيش جيرل" الذي يحكي قصة فنان خضع لعملية تغيير نوع.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)