واشنطن، 29 مارس/ آذار (إفي): دافع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن شن عمليات عسكرية دولية على ليبيا باعتبارها ضرورة أخلاقية واستراتيجية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يريد تكرار سيناريو العراق.
وفي خطاب أمام جامعة الدفاع الوطني بواشنطن حول الوضع في ليبيا مساء الاثنين، حاول أوباما تبديد مخاوف الشعب الأمريكي المنقسم بين مؤيد ومعارض لتدخل واشنطن العسكري، فيما اعتبر أول حرب يخوضها الرئيس الأمريكي الحالي منذ مجيئه للسلطة مطلع عام 2009.
ويشار إلى أن المشاركة العسكرية للولايات المتحدة في ليبيا تأتي قبل أيام من احتمال إعلان مرشحين للرئاسة من الحزب الجمهوري عن نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2012 ، وانتقد بعض المرشحين المحتملين طريقة تعامل أوباما مع الأزمة.
وقال أوباما أن قوات التحالف منذ بدء عملها في 18 مارس الجاري "تمكنت من وقف تقدم القوات" التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي، الذي يواجه منذ منتصف الشهر الماضي موجة احتجاجات غير مسبوقة تطالب بإسقاطه، ما أسفر عن مواجهات دامية بين معارضيه وأنصاره.
وكانت الولايات المتحدة قد قادت تحالفا دوليا الأسبوع الماضي لشن عملية عسكرية ضد القوات والبنى التحتية التابعة للعقيد الليبي، استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي ينص على إقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا واستخدام كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين.
وأعلن أوباما في خطابه، الذي استمر 27 دقيقة، أن الولايات المتحدة ستنقل مسئولية العمليات العسكرية في ليبيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) اعتبارا من غد الأربعاء.
وقال ان دور الولايات المتحدة في ليبيا "سيكون محدودا ولن ننشر قوات برية وسنقوم بنقل القيادة العسكرية إلى الناتو".
ولكنه أوضح أن الولايات المتحدة لن تنسحب كليا، بل ستواصل مشاركتها في عمليات المراقبة والتجسس.
وشدد الرئيس الأمريكي على ضرورة التدخل العسكري لحماية المدنيين، سواء من الناحية الأخلاقية أو لضمان الأمن القومي الأمريكي.
وقال "التخلي عن مسئوليتنا تجاه الآخرين يعني أننا نخدع أنفسنا"، مؤكدا أن العملية العسكرية أنقذت "العديد من الأرواح" في وقت كان نظام القذافي يستهدف معاقل الثوار.
وتابع أن عدم التحرك "كان سيكلف الولايات المتحدة كثيرا"، كما أن مصداقية الأمم المتحدة كانت ستتضرر وأن "البوادر الديمقراطية الصاعدة" بالمنطقة كانت ستحل محلها أنظمة ديكتاتورية.
في الوقت نفسه استبعد الرئيس الأمريكي أن تتضمن عمليات التحالف الإطاحة بنظام القذافي، مؤكدا أنه "سيكون من الخطأ توسيع المهمة لتغيير النظام".
وقال إن الولايات المتحدة لن تسمح لنفسها بتكرار أخطاء العراق، في إشارة إلى الحرب التي شنتها واشنطن عام 2003 ضد العراق وأطاحت بالرئيس السابق صدام حسين، وما زالت القوات الأمريكية منتشرة هناك، مما أثار انتقادات داخلية كبيرة.
وقال "إذا حاولنا الإطاحة بالقذافي بالقوة، ستحدث انقسامات بالتحالف وستزداد المخاطر أمام القوات الدولية".
إلى ذلك من المقرر أن ينطلق اليوم في لندن مؤتمر دولي تشاوري يهدف إلى حل سياسي للنزاع في ليبيا.
ويشارك في الاجتماع الأطراف المعنية خاصة الدول المشاركة في التحالف الدولي، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأعضاء بمجلس الأمن، وبعض الدول العربية.
ويكتسب الاجتماع أهمية لكونه يتحدث للمرة الأولى عن حلول سياسية للأزمة الليبية، خاصة وأن الأول في باريس كان مخصصا لإطلاق العمليات العسكرية. (إفي)