لاجوس، 25 يناير/كانون ثان (إفي): تضاربت آراء الأطراف المعنية بكوت ديفوار بشأن ردة الفعل المناسبة حيال الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، فبينما تطالب المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بدعم واشنطن، ومجلس الأمن لعملية عسكرية، الخطوة التي تحظى بدعم الرئيس البوريكيني بليز كومباوري، طالب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بتشكيل لجنة تحقيق لحل الأزمة.
وصرحت لـ(إفي) مصادر من المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا أن وفدا رفيع المستوى من المنظمة يعتزم مطالبة الولايات المتحدة ومجلس الأمن بتقديم دعمهما لاستخدام محتمل للقوة لاخراج لوران جباجبو من الحكم.
ويتألف الوفد من وزير الخارجية النيجيري، والرئيس الحالي لمجلس وزراء المنظمة أودين أجوموجوبيا، ورئيس مفوضية المنظمة جيمس فيكتور جبيوه، وبرئاسة رئيس سيراليون ارنست كوروما.
وينطلق المسئولون الثلاثة اليوم الى واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقوا غد الأربعاء مع مسئولين رفيعي المستوى بالادارة الأمريكية لطلب دعم الادارة الى عمل عسكري محتمل ضد جباجبو.
ويرى كومباوري، الذي شارك في جهود الوساطة، أن التدخل العسكري وحده هو القادر على انهاء حالة العنف السياسي التي تشهدها كوت ديفوار.
وأوضحت وسائل الاعلام المحلية، نقلا عن كومباوري، "لا نستبعد استخدام القوة الشرعية، ولكن حتى اذا استبعدت المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا استخدام القوة، فهل تعتقدون أن الايفواريين، الغالبية التي صوتت لوتارا لن تستخدم القوة ضد من في الحكم في نظام يعتبرونه غير شرعي؟".
ومن جانبه طالب موسيفيني بتشكل لجنة تحقيق لحل الأزمة السياسية في كوت ديفوار، في الوقت الذي اتهم فيه قرار الأمم المتحدة بالاعتراف بالحسن وتارا فائزا بالانتخابات بتبسيط الأمور.
وأوضحت جريدة "ديلي مونيتور" اليوم، نقلا عن المتحدث باسم الرئاسة تامالي ميروندي أن أوغندا "لا تتفق مع الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي فيما يتعلق بكوت ديفوار، اذا كانت الانتخابات مثيرة للجدل، فلا يجب عليك أن نعلن فائزا، وانما إجراء تحقيق في مكمن العطب".
وتمر كوت ديفوار بأزمة سياسية منذ الإعلان عن نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، والتي أظهرت تقدم المعارض الحسن وتارا على جباجبو، وهي النتيجة التي اعترف بها المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي.
لكن المجلس الدستوري في كوت ديفوار، والذي يسيطر عليه أنصار جباجبو، ألغى نتائج الانتخابات في سبع مقاطعات في شمال البلاد حيث تتزايد شعبية الحسن وتارا، لتغير النتائج لصالح الرئيس المنتهية ولايته والذي نصب نفسه رئيسا للبلاد لفترة رئاسية جديدة. (إفي)