تمكن اليورو من توسيع أرباحه مع بداية الجلسة الأوروبية عقب صدور البيانات الألمانية اليوم الخميس والتي أظهرت ارتفاع مؤشر IFO لكل من مناخ الأعمال والأوضاع الراهنة والتوقعات بأفضل مما توقعت الأسواق مسجلاً المؤشر الارتفاع الأعلى له منذ سبعة شهور.
مع بداية الجلسة كانت حالة من تضارب المشاعر تملأ الأسواق، حيث أن بعضٌ من المستثمرين يعتقدون بأن حزمة الإنقاذ الثانية التي حصلت عليها اليونان لن تكون كفيلة في انتشال الاقتصاد المثقل بالديون من دائرة الإفلاس، ولكن عقب صدور بيانات الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو تمكن التفاؤل من إيجاد مدخل له مغطياً على ذلك القلق وبشكل نسبي.
حيث أظهر تقرير IFO لمناخ الأعمال الصادر عن الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو - ألمانيا - ارتفاعاً خلال شهر شباط/ فبراير وبأفضل من التوقعات، إذ وصلت القراءة الفعلية إلى 109.6 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 108.3 وبأفضل مما توقعت الأسواق عند 108.8.
في حين جاء مؤشر IFO للتقييم الحالي مرتفعاً إلى 117.5 بأفضل من التوقعات التي بلغت 116.5 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 116.3، وبخصوص مؤشر التوقعات فقد ارتفع إلى 102.3 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 100.9 مسجلاً تفوقاً على توقعات الأسواق التي بلغت 102.0.
بدأ التوتّر لدى الشركات الألمانية بالتقلّص بعض الشيء وذلك مع تراجع حدّة أزمة المديونية في منطقة اليورو، حيث يجب الإشارة بأن الأزمة لم تنتهي حتى لحظتنا هذه ولكن الأنشطة في الاقتصاديات الرئيسية لمنطقة اليورو تواصل تحسنها ضمن وتيرة تدريجية، مما يدعم مستويات الثقة، كما أن التطلعات للعام 2012 لا تزال غير واضحة بشكل كامل.
كما أن هذه البيانات المتفوّقة على توقعات الأسواق تأتي لبث الأمل في نفوس المستثمرين خاصة عقب مجيء مؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي بأسوأ من التوقعات خلال شهر شباط/ فبراير، إذ أن تعزيز مستويات الثقة يعد أمر بغاية الأهمية لدعم النمو، وذلك كما صرّح البنك المركزي الألماني مؤخراً وهو أن الانتعاش في الاقتصاد سيواصل مسيره ولكن ضمن وتيرة تدريجية.
وهنا نشير بأن البنك المركزي الأوروبي يواصل عمله على أكمل وجه مقدّماً وللمرة الثانية قروضاً لمدة ثلاث سنوات في مزاد سيعقد خلال الأسبوع المقبل، ولذلك فإن المعنويات لا تزال إيجابية بعض الشيء فيما يتعلق باليورو.
واضعين بعين الاعتبار ان البيانات بالإجمالي تعد إيجابية، ومن المؤكد أن تستفيد الأسواق من هذا الأمل، وهذا ما حصل بالفعل، حيث وسّع اليورو من أرباحه فور صدور البيانات، بالإضافة إلى سوق الأسهم الأوروبي الذي تمكن من الارتداد للأعلى مغطياً على حالة التضارب في المشاعر الذي انتاب المستثمرين قبيل افتتاح جلسة اليوم.
وفي تمام الساعة 09:06 بتوقيت غرينيتش ارتفع مؤشر STOXX 50 الأوروربي بنسبة 0.45% ليصل إلى 2530.35 نقطة، بينما صد مؤشر DAX الألماني بحوالي 0.66% ليصل إلى مستويات 6889.10 نقطة، أما مؤشر CAC 40 الفرنسي فقد وصل إلى 3462.80 نقطة أي مرتفعاً بحوالي 0.45%، وأخيراً قفز مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0.34% ليصل إلى 5936.77 نقطة.